بِقَذائفِ القَسَّامِ رَصَّعْتِ المَدَى
19تموز2014
ثريا نبوي
بِقَذائفِ القَسَّامِ رَصَّعْتِ المَدَى
ثريا نبوي
| يا عارَنا يا غزَّةَ الثُّوارِ القصْفُ حوَّلَ ليلَكم لِنَهارِ فاستنجِدي أرضَ الرِّباطِ بنَخْوةٍ حتى إذا فتحوا المَعابرَ فاحذَري هذي عواصِمُنا تئِنُّ ظُهورُها فالسيفُ يُصْلَتُ في الديارِ وقد مَضَتْ مَنْ ذا يُحَرِّرُ قُدْسَهُ إنْ دُنِّسَتْ والقِمَّةُ العَرجاءُ مِن عُكازِها بِتنا وُقوفًا بعد نِصفِ مسافةٍ أين الجيوشُ تَوَحَّشَتْ نفقاتُها في شِرْعَةِ الشيطانِ أنَّا جَوْقةٌ إنَّا كَفرْنا بالجِهادِ عقيدةً * * * هذا هو الحَنُّونُ يَنزِفُ صارخًا هذا هو الدُّورِيُّ يُشْوَى ما انحنَى هذا هو البُستانُ يُحرَقُ وَيْحَنا والليْلَكُ المحزونُ يرصُدُ عجزَنا واشتَدَّ عُودُ عُروبتي بِوَلِيجةٍ أجيادَ قومٍ كَمْ تتوقُ لحَصدِهم والغربُ يصرُخُ: قَلِّموا أظفارَهم لكنّما الأُسْدُ الأشاوِسُ شاقَهم قد سدَّدُوا للخَصْمِ أقوى قبْضةٍ وَعَدُوا فَأوْفَوا بانتصارٍ ساحقٍ دَخلوا إلى قلبِ الصِّراعِ جَوائحا لَمْ يَأبَهوا والخَنْقُ حَبلٌ مُحكَمٌ كَسَتِ الملاجئَ والمخابئَ صُفْرَةٌ كالعَصفِ مَأكولاً تَبَدَّى ظالِمٌ هُبِّي فِلَسطينُ الجريحةُ إنها بِقَذائفِ القَسَّامِ رَصَّعْتِ المَدَى ضُمِّي الصُفوفَ وفَتِّتي كَبِدَ العِدا هُبِّي فمَنْ للنصرِ يصبِرُ ساعةً | والغَدرُ أمسى شعلةً مِن نارِ والصمتُ فينا شَوْكةُ الأقدارِ رَحَلَتْ عن الحُكامِ والأمصارِ طُرْوادَةٌ في عُلْبَةِ الأسرارِ قد أسْرجَتْها عُصْبَةُ الأشرارِ سُنَنُ الفُتوحِ وصَوْلةُ المِغوارِ والقَيْدُ في الأيدِي وفي الأفكارِ قد أبدعَتْ سيقانَ بُؤسٍ عاري والشَّجْبُ أمسى سِلعةَ الأنصارِ جيشُ الكلامِ مُدَجَّجٌ بِعُوارِ عَزفتْ على وَثَنيّةِ الأوتارِ بُنِيَتْ على قُدسيَّةِ الأنوارِ * * * ونُصِمُّ آذانًا بلا أعذارِ ظَهْرُ الأُبُوَّةِ في بلادِ العارِ إنْ أُسْكِتَتْ تَرنيمَةُ الأشجارِ للمسجدِ الأقصى أنينٌ ساري رسَمَتْ لها بالقاطعِ البَتَّارِ؛ إنْ شمَّروا في ساحةِ الأبرارِ مَنْ ذا سَيُطفي لاعِجَ الأحرارِ؟ مَجْدُ الشَّهادةِ فالتَقَوا بِضَواري ومَضَوا إلى نَهرِ الجِنانِ الجاري ثَقَبوا "القِبابَ" بِمَارجٍ مِن نارِ! سَلَكوا الشُّطوطَ وعُقْرَ عُقْرِ الدَّارِ أمْسادُهُ جُدِلَتْ بليلِ حِصارِ والخوفُ يملأُها مع الإنذارِ وحماسُ تَحطِمُ قَلْعَةَ الفَخَّارِ! بُشرى الخلاصِ وساعةُ الإعصارِ بأسُ الوليجةِ يحتمي بجِدارِ! لا تنظُري للعَلْقَمِيِّ الجَارِ يُهرَعْ إليهِ المُذعِنونَ جَواري |
