موطني

د. عباس توفيق

يا موطني

يا روضةً كانت لها كلُّ الزهورِ تنْحني

وواحةً طارَ إلى أفيائها حُلْمُ الفقيرِ والغني  

ومنْهلاً زُلالُه بَلْسَمُ جرْحِ الزمنِ

 يا بهجةَ الدنيا ويا ترنيمةَ الوجدانِ يا تغريدةَ البلابلْ

يا وتراً عازفُهُ عنادِلْ

رَجْعُكَ ما عادَ سوى قنابلْ

او ورَقٍ تنقشُهُ نمنمةٌ تختمُهُ رصاصةٌ  تُزرْكشُ الأشجارَ والقلوبَ والأكفانْ

برشْقةِ الدماءِ والأشجانْ

لكنني أراكَ يا موطني تختالُ كالطاووسْ 

كأنما لا تَسمعُ العويلَ إذ تختنقُ النفوسْ

ولا ترى الرياضَ محروقةً حُبورها عُبوسْ 

والواحةَ الغنّاء مسروقةً وحسنها يبوسْ

ولا ترى مناهلَ الآمال ممحوقةً أنيسها نحوسْ 

يا موطني

يا قدَراً لازَمني

فبِضْعةٌ منكَ أنا وكيف عنك أنْثَني

يا قدَري يا موطني

هل أنتَ مأوى الروحِ في نشدانها السكينةْ

أم دارةٌ تنبتُ بالغِلّ وفي أعشاشها الضغينةْ؟