نخبُ السُّلطة
رأفت عبيد أبو سلمى
نخْبُ السُّلطةِ غيَّر حَالَ الوطن ِ الأكبرْ
نخْبُ السُّلطةِ هيَّجَ كلَّ جنون ِ العسكرْ
نخْبُ السُّلطةِ أهْدَى الأمَّة َ كلَّ تأخرْ
نخْبُ السُّلطةِ صفو الدُّنيا منه تعكرْ
نخْبُ السُّلطةِ حزْناً فوق القلبِ يُسَطرْ
لا تشربْ من نخْبِ السُّلطةِ كي لا تسكرْ
تقتلُ نفساً تنهشُ عِرْضاً تفني الأخضرْ
تحبسُ حُرّاً تضمِرُ شَرّاً حتما ً يظهَرْ
تنقضُ عَهْداً تخلفُ وعْداً تظلمُ أكثرْ
تحيي عُهْراً تنشئ قهْراً تبدي المُنكرْ
تسْحَلُ شَعْباً بلْ وستأتي ما هو أخطرْ
يومَ تحاربُ دِينَ اللهِ و حقداً تقطرْ
يومَ تواجهُ عفة شعْبٍ إذ يتطهَّرْ
وبكرباج العُهْر سيُضرَبُ كي يتقهقرْ
نَخْبُ السُّلطةِ منه الحُلْمُ الوطني تبخرْ
مَن يَشرَبُهُ يصبحُ وَغداً يصبحُ أحقرْ
والى عدوَّ الله ِ فأحرقَ مِصْرَ و دَمَّرْ
لا تشربْ من نخْبِ السُّلطةِ كي لا تسكرْ
كي لا تصبحَ يوما ً أبداً مثل العسكرْ
أصبح نخبُ السلطة فيهم خطاً أحمرَْ
شربوا منه ، ومِن قبضتهمْ لمْ نتحَرَّرْ
حتى غيِّبَ شعْبٌ في الظلماتِ وأبْحَرْ
مَنْ يَشرَبُهُ يطلبُ منه و يشرْبُ أكثرْ
يتعاطاهُ الفاجرُ حتى يصبحَ أفجَرْ
يقتلُ يبصقُ فوق الشعبِ ولا يستكثِرْ
لا تشربْ مِن نخْبِ السُّلطةِ أبدا ً و اصبرْ
إنْ أضناكَ وأوْهَنَ ظهْرَكَ ظلمُ العسْكرْ
فانزعْ منهم نخْبَ السُّلطةِ نزْعا و اثأرْ
للشهداء وللسجناء وللغرباء ولا تتأخرْ
هم قد ظلموا ، و قد اقترفوا كلَّ المنكرْ
اغضبْ إنَّ رضاك بظلم ٍ ليس يُبَرَّرْ
اغضبْ فالتاريخُ السَّامي قد يتكرَّرْ
اغضبْ إنَّ سكوتكَ هذا لا يُتصَوَّرْ
اغضبْ حتى تصبحَ حراً ، حراً أكثرْ
واهتفْ واصرخْ أسْمِعْ كلَّ ذئابِ العسكرْ
ربِّي فوق طغاة الدُنيا ، واللهُ أكبرْ