عاصِفَةُ الجنوبْ
يادَرعـا (عاصِفَةُ الجنوبِ) منكِ قدِ اقتربتْ
فاعصِفي عليهِمْ رُعـوداً واقصِـفي شُـهُبا
واغـرقي الأرضَ تحتَ أقدامِهِـمْ حِممـاً
وزلزلي كَيانهمْ وأريهمْ من بأسِـكِ عَجَبـا
لاتأخـذكِ بجنـدِ الطُغـاةِ رحمَـةٌ
فقطـعُ رؤوسِ الشَـرِ قَـدْ وَجَبـا
لملاحِـمِ النصـرِ زيدي التـاريخَ فخـراً
ولقصَصِ البطولةِ سَـطّري واملَئي الكُتُبـا
يومَ وَزَّعَ الخالِـقُ الصِفـاةِ على الخَلـقِ
شَـهامَةُ الفُرسـانِ لأهـلِكِ قَـد وَهَبـا
كَمْ اُغمِدَتْ سُـيوفٌ وسَـيفُكِ بقي مُشهراً
وكَمْ تعبَـتْ سُـيوفٌ وسَـيفُكِ ماتَعِبـا
ماتنادتْ مُدنٌ للثّـأرِ إلا وانتفضتِ مُلبِيَـةً
ومااسـتغاثَ مظلـومٌ وتركتِ لَـهُ عتَبـا
ليسَ أجـمَل مِنِ احتفـالِ المظلـومِ مُنتَصِـراً
وليسَ أجـمَل مِنْ صَـوتِ الظـالمِ مُنتحِبـا
المدنُ كالناسِ معادنٌ، هذهِ تَنَكٌ وهذهِ ذَهَـبٌ
يصـدأُ التَنَكُ ويبقى الذَهَـبُ الخالِصُ ذَهَبـا
يادَرعـا هـاتي يديـكِ أغمُـرُها قُـبُلاً
ودعيني أقبِّـلُ رأسَـكِ وأقبِّـلُ الـهُدُبـا
كَـمْ كانتْ لكِ مَـعَ الثَـورةِ ذِكـرياتٌ
(الجامِعُ العمري) اسـتولى على قلوبنا نُهُبـا
وماافتكرنا حَـمزةَ الخَـطيبِ إلا
أشَـعلَ الثأرُ في أقلامِـنا لَهَبـا
سَـتبقينَ يادرعـا تاجاً على رأسِ ثورتِـنا
وسَـيبقى مَجـدُكِ دَومـاً يُعانقُ السُـحُبا
حضّري نفسَكِ لأعراسِ النَصـرِ فهـا هـوَ
لِـواءُ التَحـريرِ مِنْ أبوابِـكِ قَـدِ اقترَبـا