على شاطئ غزة

 

محمد العلي

و توقفوا في ظلمة ظلماء

عند الشواطئ يرقبون الماء

يترقبون الموج عل سفينة

حملت لطفلهم الحزين دواء

يترقبون الريح علّ نسائما

تهب الجياع مآكلا و غذاء

يتصبرون على الطوى فجسومهم

عانت اذى وتصارع الاعياء

قد أوصدوا كل الدروب وصادروا.

آمالهم بل حاصروا الاصداء

الله يا شعب البطولة صامد

رغم البلاء تقاوم الاعداء

باعوك اقوالا وأهدوا جوعكم

خطبا تثرثر في الهوا جوفاء

استنكروا و تألموا و تجمعوا

في مصر كي يتبادلوا الاراء

و تألموا لمصير شعب مسلم

هم يدعون محبة و إخاء

و تطل من خلف البحار سفينة

كالومض حين ينور البيداء

و تعالت الاصوات صبرا انه

شعب العروبة يقهر الاعداء

لكن هذا النصر زال بريقه

و تراكمت سحب الاسى سوداء

فعروبتي ضنت على أبنائها

بالخبز بل منعتهم الاشياء

غرباء دبت في حماهم نخوة

فتحملوا طول الطريق عناء

قدموا يشدهم المصاب لفتية

فقدوا على رمل الاسى آباء

و كأن أمتنا الابية ما رأت

أسدا كخالد يقطع الصحراء

كلا و لا سمعت بعمورية

حين استذلت صبية و نساء