لا يهمني ما أكتب بقدر ما يهمني لمن أكتب
دعيني أشرح شيئا مهما وهو كينونة الشاعر بأنه وعاء يتلقى الإلهام ويعالجه بحروف تفضي عليه حلاوة وطلاوة
ولكن الشاعر يعطي الوفاء للناس وينير لهم المشاعرلذلك فهو شمعة يحترق لينير ليل حياة الآخرين وفي
وفاء المعنى الذي ترسمه الحروف ولكنها تعجز عن إعطاء الصورة الحقيقية فهو سراج يحرق نفسه
إني أرى للشعر وردا واحدا= جادت به االأيام عند الجدول
فالشاعر الملتاع أغرى بالهوى= كل النفوس على ورود المنهل
لكنه يبقى على ظمإ ولا= يرويه إلا فرحة المتامل
عشق الهروب إلى الخيال ولم يزل= يهوى الضياع بغابة لم تؤهل
هو في الحياة سراب حب كامن= بين الظلام وبين فجر مقبل
روح تهيم على المدى في جنبها= رفض يبدد واقعا لم يقبل
أرسى من الفكر الجديد قواعدا= كالنور بين جوانب المستقبل
يصف الدواء لمن يداوي جرحه= وهو الجريح بنار حب يغتلي
قبس على الأيام يحرق نفسه= ليضيئ درب العاشق المتوغل
أزجى الى الحرف الحياة ولم يزل= لولاه ذاك الحرف لم يتاول
نظم الكلام بفنه وبروحه= كاللؤلؤ المكنون لم يتبدل
* * *=* * *
هو في حياة القوم رمز ظاهر= صقل الحياة به ولما يُصقل
لكنه المهموم دوما لا يرى= دون الهموم سعادة لم تبذل
هو في المعاني فارس مستبسل= أنعم به من فارس مستبسل
بلسانه حق يحارب باطلا= كالسيف لا يخشى غبار الأرجل
فهو المنار لكل حق ضائع= وهو الحراب تدك ترس الباطل
هو شاعر الله أرهف حسه= فإذا به نور تبدى من عل
والصدق إن الصدق سمت حديثه= وهو المبرز في الغرام الأمثل
والحق إن الحق لفتة شاعر= بذل الحياة بفنه لم يبخل
عشق الغرام لذاته رمزا وكم= أرساه معنىً في المسارالأفضل
تخذ الحبيب مناره ومساره= لكنه قد ضل درب المنزل
أفنى ليالي العمر بندب حظه= ويصوغه شعرا يضيئ كمشعل
صدق بذات فؤاده أودى به= هجر يحرًق ذاته كالمرجل
وكذا الزمان بحلوه وبمره= يبقى ضنينا لا يجود بمأمل
غدر الزمان به وإن وفاءه= أنقى مثالا من وفاء سموءل