كلمات صريحة إلى الشعب المصري
عمر أبو عبد النور الجزائري
[email protected]قَرضْتُ الشعرَ أبياتاً طِوالاً
وبرهنْتُ الحقائقَ في وضوحٍ
فليس الشعر أبياتاً تُقَفَّى
قضايا الفكر يبحثُها رجال
فما وهنوا إذا ما الجمع ولَّى
وجنديُّ العقيدة لا يبالي
رمى الأعداءَ صُلْباً في رَحَاها
وإن قامت صراعاتٌ لفكر
فسلني لِمْ قرضتَ الشعرَ ؟ إني
فلا أَبغيْهِ للتشهير يوماً
جحودُ المارقين أهاجَ شعري
فكم من جاحدٍ رام اعوجاجا
رأوا بالمادّةِ العجماءِ أصلاً
فمنْ ذا حطَّمَ الذرات قولوا
فقلتم إنَّه الإنسانُ أجرى
فكيف يقال صانعةٌ لكون
أَيَحْطِمُ حادثٌ أصلاً لكونٍ
فلا أَبَدٌ لمادَتِهم تهاوتْ
ومَنْ خَلَقَ الذي أفناه عبدٌ
ملايينُ النجوم بكلِّ دربٍ
تدورُ فلا صِدامَ يَعُوقُ سيراً
تَصاعدَ من المحيطاتٍ ضِخَامٍ
نباتاتٌ يغذِّيها زفيرٌ
فتعطينا بديلاً كاد يُمْحى
وسَطْحُ الأرضِ لو يزداد سمكاً
تُبَدِّلُ جاذبيَّتَها وتَفْنى
وهذي الأرضُ يحميها غِلافٌ
فإنْ رقَّ الغلافُ ترى جحيماً
فمَنْ حفظَ الخلائقَ من هلاكٍ
وما سِرُّ الحياة وكيف تفنى
فأصلُ الكونِ تنسيقٌ دقيقٌ
إلهُ الكونِ أنزله كتاباً
نرى في ظله عدلاً وحُبَّاً
حقوقُ الناس بالإسلا تُرْعى
ولستَ ترى فقيراً أو ضعيفاً
أفيقوا من خرافاتٍ جِسامٍ
وكونوا حيث شاء الله قوماً
نظامُ الكونِ أنشأه قديرٌوناقشتُ المحافلَ والرجالا
وما كانت فروضاً أو خيالا
وليس الشعرُ فخراً أو جدالاً
أحبوا الحقَّ واعتنقوا النِّضالا
وكان الشعرُ في الهيجا مجالا
إذا ما الحربُ تشتعل اشتعالا
وناجى اللهَ شوقاً وابتهالا
يجول بفكره حُرِّاً وَصَالا
أصوغُ الشعرَ برهاناً حلالا
ولا للنَّيْل من قوم نَكالا
رأيتُ تجمُّعاً عشقَ الضلالا
وكم من مارقٍ ألقى سؤالا
لهذا الكون وانحرفوا خَبالا
إذا صُلْتم يميناً أو شمالا
تجارِبَ حققتْ فيها انفصالا
وكيف يُنال من ربٍّ منالا
ألا عودوا إلى الله امتثالا
ولا أَزَلٌ لمن يفْنى وزالا
هَلمُّوا صحِّحوا اليومَ المقالا
كواكبُ لو أردناها مثالا
ومَنْ ذا أنزلَ الماءَ الزُّلالا
يُرَوِّي الناسَ والزرعَ اكتمالا
من الإنسان يملؤها كمالا
وتمنحُنا الفواكهُ والغِلالا
تحطمتِ الحياةُ بها اختلالا
فَمَنْ حفظَ التجاذبَ أن يُزالا
يُجَنِّبُ سَطْحَها الشُّهُبَ الثِّقالا
من النيران يقتلنا اغتيالا
ومَنْ خلقَ التناسقَ والمجالا
لقد عَجَزتْ عقولكمو كَلالا
وكلُّ تناقضٍ يلقى زوالا
نرى في ظله الدنيا جَمالا
يقيمُ عدالةً تمحو وَبَالا
فلسْتَ ترى خصاماً وانحلالا
وعندكمو ترى الداءَ العُضَالا
تُخَلْخلُ جَمْعَنا خُلُقاً ومالا
كتابُ الله أكسبَهم جَلالا
نرى إنكاره أمراً مُحَالا