يا رب

يا رب أقصى رغبتي اطمئنان...ولأنت وحدك بالمنى منان

فامنن علي براحة قلبية ...فالقلب عان والأسى سجان

ما رمت إلا ما تحب ودعوتي...في الليل إن عصفت بي الأحزان

رباه يا رب العباد جميعهم...أنا للهدى في عيشتي ظمآن

أنا  تائه في الأرض غير ملازم...للرشد في أنحائها حيران

ورفعت كفي للرحيم بذلة...وأنا الغفول يقودني العصيان

هذي خطاى اليوم غير حكيمة...ومواقفي كم شابها الهذيان

فامنن علي بقوة من حكمة...وامنن بما أنعمت يا رحمن

فأنا الفقير لبحر جودك سيدي..عبد أنا في حاجتي إنسان

ولأنت ربي في الشدائد رحمة..وعلى الورى مهما عصوا حنان

ما عدت أطلب من سواك معونة..ولأنت وحدك سيدي المعوان

فإذا طلبت من العبيد فإنما..طلبي إلى كل الورى حرمان

ولقد أتيتك والفؤاد ممزق..وشتات أمرى تاه فيه جنان

تختل عاطفتي ويذبل بوحها..إن غاض بين جوانحي الإيمان

ما جئت غيرك طارقا باب الذي..يعلو به شان ويخفض شان

فاكشف إلهي عن عبيدك غمة...غلبت على أجوائها الأشجان

ما عدت أدرك للحياة جمالها..إذ ليس فيها راحة وأمان

غدر العبيد بها يؤرق مهجتي...كم في العبيد من الورى ذؤبان

جربتهم وهي التجارب جمة...فإذا الأذى من بغيهم ألوان

فاصرف بحولك عن عبادك شرهم..يا رب حيث تواجدوا أو كانوا

تالله كم بلغ الهوان بأمة..فترنحت يلهو بها الصبيان

ويسومها سوء العذاب أصاغر...لعبوا بها وتجبروا وأهانوا

يا رب فاقصم ظهر كل مكابر...وأد الحياة كأنه شيطان

فأباح ظلم الناس بدل سعدهم..حزنا وفاض بظلمه الفيضان

رباه فاجعل للبلاء نهاية...فاليوم جاوز حده الطغيان

وارحم عبيدك والحياة وأهلها..وامنن بعفوك أيها المنان