صَبْراً أُخَيَّ إِذا أَلمَ َّبَلاءُ!!=فَالصَّابِرونَ على الهُدَى أُمَناءُ!
صَبْراً أُخَيَّ عَلى قَضاءٍ نَازلٍ!=فَهُوُ امْتحانٌ لَيْسَ عَنْهُ غَنَاءُ!
إنَّ الشَّدائِدَ يا أُخَيَّ مِحَكُّنا=فَيَبينُ مِنَّا الجّلْدُ والضُّعَفاءُ!
كَمْ مُدَّعٍ صِدْقَ الخِلال بِفُرْجَةٍ=لكِنَّها وَقْتَ المَضِيقِ هَبَاءُ!
كَمْ مَعْدِنٍ يُرْضِيكَ مِنْهُ بَريقُهُ=فَتَميزُهُ النِّيرانُ وَهِيَ جَلاءُ!
وَلَقَدْ عَهِدْتُكَ يَا أَخَانَا مُؤْمِناً=وَالمُؤْمِنُونَ لَهُمْ سَناً وَسَناءُ!
أَوَلَسْتَ تَمْلِكُ يَا أُخَيَّ عَقِيدَةً=مِنْ نُورِهَا تَتَبَدَّدُ الظَّلْمَاءُ؟!
أَوَلَسْتَ تَمْلِكُ يَا أُخَيَّ شَرِيعَةً=فِيهَا الحَيَاةُ وَمَدُّهَا المِعْطَاءُ؟!
أَوَلَسْتَ تَقْبِسُ مِنْ شُعَاعِ مُحَمَّدٍ؟!=فَمُحَمَّدٌ شَمْسٌ لَنا وَضَّاءُ!
وَصَحَابَةٍ ضَاءَتْ بِهِمْ دُنْيَاهُمُ=فَهُمُ النُّجُومُ وَرَايَةٌ بَيْضَاءُ!
فَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ أَئِمَّةٌ=لِمَنْ اهْتَدَى فَحَياتُهُمْ غَرَّاءُ!
رَبَّاهُمُ رَبُّ الوُجودِ بِوَحْيِهِ=وَمُحَمَّدٌ مِنْ فَيْضِهِ رَوَّاءُ!
هَذا رَسُولُ اللهِ يَبْدو قِمَّةً=لِلْعَالَمينَ فَسِيرَةٌ عَلْيَاءُ!
قَدْ عَلَّمَ الأَصْحَابَ كُلَّ فَضِيلَةٍ=لكنَّمَا الصَّبْرُ الجَمِيلُ وِقَاءُ!
هَذا بِلالٌ شَامِخٌ بِسُجودِهِ=وابْنُ الأَرَتِّ وَمُصْعَبٌ وَإِمَاءُ!
وَصَحَابَةٌ كُثْرٌ تَحَدَّى صَبْرُهُمْ=كُلَّ الأَذَى فَلْتَشْهَدِ الصَّحْرَاءُ!
فَتَرَاهُمُ في النَّائِبَاتِ رَوَاسِياً=تَرْتَدُّ عِنْدَ سُفُوحِهًا الأَنْوَاءُ!
وَتَرَاهُمُ مُسْتَمْسِكِينَ بِعُرْوَةٍ=وُثْقَى وَآَيُ كِتَابِهِمْ أَنْدَاءُ!
وَبِسُنَّةِ الهَادِي اقْتَدَوْا بِعَزِيمَةٍ=أَثْنَى عَلَيْهَا اللهُ وَالعُلَمَاءُ!
فَجَزاهُمُ اللهُ الشَّكُورُ بِصَبْرِهِمْ=عِزَّ الحَياةِ ودارُهُمْ غَنَّاءُ!
أَمَّا الَّذِينَ تَجَبَّرُوا وَتَغَطْرَسُوا=فَاسْأَلْ بِهِمْ مَنْ عِنْدَهُ الأَنْبَاءُ!
يُخْبِرْكَ أَنَّ الحَقَّ ثَلَّ عُرُوشَهُمْ=فَتَسَاقَطُوا وَيَمِينُهُمْ شَلاَّءُ!
لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ جَمْعُهُمْ شَيْئاً وَمَا=نَفَعَ النَّذِيرُ فَحَقَّتِ الأَسْوَاءُ!
فَلَقَدْ أَذَلَّهُم الإِلهُ بِظُلْمِهِمْ=وَالنَّارُ مَثْوَاهُمْ وَذَاكَ جَزَاءُ!
سَقَطَ الَّذِينَ اسْتَعْبَدُوا أَهْلَ التُّقَى!=وَعَلا عِبَادُ اللهِ والفُضَلاءُ!
وَالمُؤْمِنُونَ الصَّادِقُونَ أَعِزَّةٌ=في دَوْلَةٍ دُسْتُورُهَا الأَضْوَاءُ!
حَمَلُوا الرِّسَالَةَ مُؤْمِنينَ بِأَنَّهَا=طِبُّ الحَيَاةِ فَلَيْسَ بَعْدُ دَواءُ!
وَدَعوا إِلى اللهِ الحَميدِ بِحِكْمَةٍ=فَمَنْ اسْتَجَابَ فَإِنَّهُمْ سُعَدَاءُ!
لكِنَّ مَنْ صَدَّ الوَرَى عَنْ هَدْيِهِ=فَلَهُ الجَحِيمُ وَذِلَّةٌ وَشَقَاءُ!
مَنْ ذَا يُبَدِّلُ سُنَّةَ اللهِ الَّذي=خَلَقَ الوُجُودَ فَجَلَّتِ الأَسْمَاءُ!
مَنْ ذَا يُقَاوِمُ قُوَّةَ اللهِ الَّذي=أَخَذَ الطُّغَاةَ وَأَخْذُهُ إِفْنَاءُ!
* * *=* * *
تَعِسَ الَّذينَ نَسُوُا الإِلهَ وَغَرَّهُمْ=بِاللهِ سُلْطَانٌ لَهُمْ وَثَرَاءُ!
فَكَأَنــَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا خَبَرَ الأُلى=مِنْ صَيْحَةٍ بَادُوا وَتَمَّ قَضَاءُ!
فَتَراهُمْ مُتَنَمِّرِينَ وَمَا دَرَوْا=مَكْرَ الإِلهِ فَأَيْنَ مِنْهُ نَجَاءُ!
وَعَلَى فِلَسْطِينَ المُعَذَّبِ شَعْبُهَا=هَبَطَ البُغَاةُ كَأَنَّهُمْ دَأْدَاءُ!
غَصَبُوهُ أَرْضاً قَدْ تَبَارَكَ تُرْبُهَا=بِمُحَمَّدٍ وَتَعَطَّرَتْ أَجْوَاءُ!
غَصَبُوهُ أَرْضاً قَدْ تَضَمَّخَ تُرْبُهَا=بِدَمِ الشَّهَادَةِ يَوْمَ عَزَّ لِوَاءُ!
يَا وَيْلَهُمْ قَدْ مَزَّقُوهُ شَراذِماً=في كُلِّ أَرْضٍ مِنْهُمُ أَشْلاءُ!
وَارَحْمَةَ الشَّعْبِ المُعَذَّبِ خَانَهُ=مَنْ يَدَّعِي القُرْبَى فَضَلَّ نِدَاءُ!
وَارَحْمَةَ الشَّعْبِ المُرابِطِ وَحْدَهُ=مِثْلَ اليَتِيمِ وَحَوْلَهُ اللُّؤَمَاءُ!
* * *=* * *
قَدْ سَامَهُ الأَعْداءُ أَلْوانَ الأَذَى!=هَيَّا انْظُرُوا مَا يَفْعَلُ الأَعْدَاءُ!
يَا وَيْلَهُمْ قَتَلُوا الرَّضِيعَ وَأُمَّهُ!=وَأَبُوهُ في الأَسْرِ الرَّهِيبِ ذَمَاءُ!
وَتَراهُمُ بِسِلاحِهِمْ حَوْلَ الفَتَى=مِثْلَ الذِّئابِ وَقَدْ تَعَرَّضَ شَاءُ!
في قَسْوَةٍ قَدْ مَزَّقُوا أَوْصَالَهُ=بِنُيُوبِ حِقْدٍ، حَشْوُهَا البَغْضَاءُ!
لَوْ يَمْلِكُ الفِتْيانُ مَا مَلَكَ العِدا=مِنْ عُدَّةِ لَتَلاشَتِ الأَدْواءُ!
لكِنَّهُ حَجَرٌ يُواجِهُ مِدْفَعاً!=هَلْ يَسْتَوِي الأَمْرانِ يَا زُعَمَاءُ؟!
هَيَّا انْظُروا الفِتْيَانَ قَدْ قَهَرُوا العِدا=بِصُمُودِهِمْ يَا أَيُّهَا الجُبَنَاءُ!
مَا صَدَّهُمْ نَسْفُ البُيوتِ وَإِنَّها=جُهْدُ الزَّمَانِ وَللبَنِينَ ثَوَاءُ!
مَا صَدَّهُمْ حَرْقُ الزُّروعِ وَإِنَّها=زَادُ العِيَالِ وَلَيْسَ عَنْهُ غَنَاءُ!
وَالمالُ قَدْ سَلَبُوهُ مِنْ أَصْحَابِهِ،=إِنَّ الحَيَاةَ بِدُونِهِ لأْوَاءُ!
لَوْ عَادَ هُولاكُو لأَنْكَر بَطْشَهُمْ=بِالآَمِنينَ، وَسَاءَهُ اللُّؤَمَاءُ!
جَثَمُوا عَلى صَدْرِ الضَّعيفِ فَمَا لَهُ=مِنْ نُصْرَةٍ جَادَتْ بِهَا العُظَماءُ!
لا يَمْلِكُ الأَهْلُونَ غَيْرَ حِجَارَةٍ=قَذَفُوا بِهَا المُحْتَلَّ وَهِيَ ظِمَاءُ!
والعُرْبُ حَوْلَهُمْ تَجَافَى جَنْبُهُم=عَنْ مَضْجَعٍ حَتَّى يَتِمَّ فَنَاءُ!
يَا وَيْلَهُمْ مَكَرُوا بِقُدْسِ دِيَارِهمْ!=فَهُمُ البُغَاةُ وَإِنَّهُمْ لَوَبَاءُ!
وَهُمُ العَبِيدُ وَلَوْ تَسَمَّوْا سَادَةً!=وَهُمُ الطَّغامُ وَإِنَّهُمْ لَغُثَاءُ!
لا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفَلُ لَحْظَةً!=عَنْ غَدْرِهِمْ إِنَّ الجَزَاءَ كِفَاءُ!
وَاللهُ يُمْهِلُ كَيْ يَزيدَ عِقَابَهُمْ=فَإِذَا أَرادَ، فَلا يُرَدُّ قَضَاءُ!
* * *=* * *
يا مُسْلِمينَ تَنَبَّهُوا لِعَدوِّكُمْ=فَهُوَ الفَنَاءُ!! وَهَلْ يَطيبُ فَنَاءُ؟!
فِرُّوا إِلى اللهِ العَزيزِ يُجِرْكُمْ=مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَيُّهَا الضُّعَفاءُ!
لا عِزَّ إِلا بِالَّذِي عَزَّتْ بِهِ=أَسْلافُنَا يَا أَيُّهَا "الرُّفَقَاءُ"!
عُودُوا فَكُونُوا مُسْلِمينَ لِرَبِّكُمْ=فَهُوَ القَوِيُّ وَمَا لَهُ أَكْفَاءُ!
هَيَّا انْصُروا دِينَ الإِلهِ بِقُوَّةٍ!=فَبِدينِهِ قَدْ عَزَّتِ الحُنَفَاءُ!
إِنْ تَنْصُروا اللهَ العَظيمَ يُثِبْكُمْ=نَصْراً وَإِلا فَالعِقَابُ كِفَاءُ!
ذَاكَ الكِتَابُ مَنارُ مَنْ طَلَبَ الهُدَى=وَهُدى الرَّسُولِ مَحَجَّةٌ بَيْضَاء!