يصادف الخميس 2015/11/12 يوم ميلاد محمد ابن أخي الهيثم .. وهذه بضع كلماتٍ حاولتُ أن أترجمَ بها بعض أحاسيسي في هذا اليوم الذي تختلطُ فيه مشاعرُ الحزنِ على رحيله شاباً بمشاعرِ الفخر لرحيله في ساحات الشرف، فأرجو أن تجدَ لها مكاناً في دوحتكم المباركة .. ولكم الشكر.
عمرُ الزُّهورِ:
طالما الرَّحيلُ عن الدُّنيا سُنَّة
فما أجملَ أن يكونَ إلى الجنَّة!!
ولله وحدَهُ الحمدُ والمنَّة
أرأيتها تلكَ العيونُ اللاَّمعة!! = خضراءَ زاهيةً كشمسٍ ساطعة
تبني بنظراتِ الكرامة ثورةً = للحقِّ .. تنصرُها السُّيوفُ القاطعة
وبقامةٍ ممشوقةٍ .. يا حسنها = كالطَّودِ تبدو ذاتِ طولٍ فارعة
وحديثُهُ ﻣﺜﻞُ اللآلئ نُضِّدت = عقداً لآمالٍ يراها واسعة
عشرونَ عاماً بعدها سنتانِ .. بل = أدنى .. كما عمرُ الزُّهورِ اليانعة!!
وحمادةُ المحبوبُ طيفُ أبيهِ في = وجدانِنا .. سقيا لذكرى ناصعة!!
ومسافراً نحوَ الجِنان - فديتُهُ - = متعجِّلاً دنيا النَّعيمِ الوادعة
قال: الشَّهادةُ مطلبي .. لو نلتُها = فهي التِّجارةُ يا رفاقِي النَّافعة
وهناكَ في الفردوسِ صحبُ مُحَمَّدٍ = يدعونه: أقبل إلى هذي الحياةِ الرَّائعة
لا ظلمَ فيها .. لا دموعَ .. ولا أسى = وملائكُ الرَّحمنِ حولكَ راكعة
فمضى على دربِ الجهادِ بقوَّةٍ = مستعلياً فوق الحياةِ الخادعة
نمْ يا حبيبي في النَّعيم مخلَّداً = فالحورُ ترجو أن تكون التَّابعة
سيظلُّ قلبي في هواهُ معلَّقاً = والعينُ من وجعٍ تراها دامعة
لا تحسبوا حزناً عليه .. وإنَّما = حزناً على نفسٍ بدونه ضائعة
فارحم إلهي غضَّ عمرِ شبابِهِ = أكرمْهُ بالفردوسِ يومَ الواقعة
واجعل لنا كُرمَى القرابةِ حظوةً = فلعلَّها تغدو لديكَ الشَّافعة