خان العراقُ وخانتِ الأحبابُ = ملء العيونِ مدامعٌ تنسابُ
صوتٌ من العلياء ظلَّ معاتبا = ومع العتاب مواجعٌ وسحابُ
لغةٌ تركناها تموتُ وتحتيي = شوقا وكلُّ الشوقِ فيهِ عتابُ
كانت حروفك نستظلُّ ظلالها = أمّا الشموسُ فنعمةٌ وثواب
يا أيّها الطودُ الكبير أخالُهُ = عند المكارم أمّةٌ وشباب
كم قد بكيتَ بلوعةٍ وبساطةٍ =حتى أحبّتْ دمعكَ الأهدابُ
وكطائرٍ يحنو إلى عشٍّ له = منعوهُ عنهُ ووفّتِ الأعشابُ
يا ابن العراقِ وأنتَ ماءُ فراته = وجراحهُ النزفتْ وهنَّ عُبابُ
يبكيكَ حزنُ النّخلِ أنتَ شموخُهُ = وعطاؤهُ والرايُ والأنسابُ
أنّى صدحتَ يبينُ صوتُكَ ملهماً = حينَ الكبارُ تخونها الألبابُ
إنَّ العظامَ تموتُ وهْيَ غريبةٌ= كَمَدا على الأوطانِ حينَ تُصابُ
لا العمرُ لا هرمُ السنينِ تردُّهُ = رغمَ المواجعِ علَّةٌ وحِسابُ
يكفيكَ أنَّكَ يا أبا الأشعارِ في = حبٍّ تطيعُكَ هذهِ الأسبابُ
وعلى جبينِكَ عشعشَ الحبُّ الّذي = من شوقِهِ قد بانتِ الأحقابُ
هذا عراقُكَ يستحمُّ بنشوةٍ =بقصائدٍ حيثُ القصيدُ حِرابُ
وكأنَّ دمعكَ للدواةِ حروفُها = ولغاتُها والأسطُرُ الكُتّابُ
( أبو خالدٍ ) إنّ الحروفَ حزينةٌ = سكتتْ وبعضُ الصمتِ فيه جوابُ
ينعيكَ دجلةُ والفراتُ ونخلُهُ = تنعيكَ كلُّ الأرضِ وهْيَ خرابُ
تنعيكَ فيضُ مشاعرٍ تنعي الّذي = عشقَ العراقَ وخانهُ الأحبابُ