الهوامش :
جعفر بن أبي طالب .نعيم بن عبدالله الذي أخبر عمر بأن شقيقته صبأت عن دينها واعتنقت الإسلام . سعيد بن زيد زوج فاطمة . حمزة بن عبدالمطلب .
أضاعك الكبر أم هل صدك الحجر = فرحت تثأر للعزى وتنتصر ؟
أيعجز الله عمن جاء يحطمه = وتستطيع وأنت العبد يا عمر ؟
ما غرك الصنم المنحوت من حجر = فأنت تعلم ماذا ينفع الحجر
لكنه الكبر أن يعصف بذي نظر = لا يسلم الرأي مما فيه والنظر
كبر الفتوة في عينيك زينة = وزينته لك العادات والأسر
وقفت تجبه الإسلام أوله = كبرعم الغصن لم تورق به الشجر
وآية الله همساً بين مؤمنة = ومؤمن مثل نور الصبح تنتشر
وحولك القوم بكاء على صنم = ومستميت على أمجاده حذر
ونافث السم الأفعى أبو لهب = كيف استدار بدين الله يأتمر
عصابة غاظها من جاء يرشدها = وليس في أفقها شمس ولا قمر
ألقت على عصبة بالله مؤمنة = من المظالم ما لا يحمل البشر
تسعون فروا بدين الله ما تركوا = أرض الحجاز لغير الله أو هجروا
يغالب الشوق نجواهم إلى وطن = من شمسه اكتحلوا من طينه انحدروا
حتى إذا ملك الأحباش كرمهم = وقومه الصيد حاطوهم بما قدروا
جنت قريش بما يلقون من كرم = عند المليك فجاءت تلهث النذر
وقال عمرو بن العاص : فتية صبروا = وحقرونا بدين وهو مبتكر
لن تستريح قريش من مخاوفها = حتى يعود إليها ذلك النفر
وقال جعفر (1) والإيمان ينطقه = عفواً مليكي لقول كله هذر
كنا غزاة ، قساة في مرابعنا = عاث القوي بها والمفسد الأشر
يمزق الخلف فينا كل رابطة = ويقطع السيف أرحاماً فتندثر
ونستعين برب نحن نصنعه = لا يرتجى النفع منه لا ولا الضرر
وننكث العهد لا نوفي بذمته = وليس ترهبنا عقبى ولا سقر
حتى أتانا رسول الله في يده = هذا الكتاب الذي ما قاله بشر
وراح يقرأ آيات منزلة = باسم البتول ففاح الطيب والزهر
أصغى لها سيد الأحباش فالتمعت = في مقلتيه دموع وهي تنهمر
وصاح في وجه عمرو لن أسلمهم = بلغ قريشاً ولو ساءها الخبر
لن أطرد اللاجئ المظلوم من وطني = حتى يميد وحتى يطفأ القمر
وغصت في لجة التسآل يا عمر = أيكرم السود مثواهم ونحتقر ؟
وهم بنونا على الأيام عدتنا = ونحن عدتهم أن تعصف الغير
" محمد " صدهم عنا بجنته = تلك التي وعدوا فيها لهم سرر
والحور والعين والأنهار من عسل = والماء والظل والأطيار والشجر
لو كنت تقتله عادوا بلا وجل = إلى الديار وعاد اللهو والسمر
وأنت تبحث عنه همسة وقرت = في مسمعيك فحل الرعب والكدر
" نعيم " (2) مهلك ما تعزو لفاطمة = أمسك الجن أم هل مسك الخدر ؟
شقيقتي صبأت عن دين أمتها = وصهري الشهم بالإسلام يأتزر ؟
أيدخل الكفر بيتي ثم أتركه = لا كنت إن لم تملأ الحفر
وعدت للبيت لا تلوي على أحد = وملء عينيك مما قاله صور
حتى إذا بلغت أذنيك همهمة = وصوت فاطمة تحلو به السور
دارت بك الأرض دورات فما صمدت = من ركبتيك عظام شلها الخور
ورحت تصرخ كالمطعون : فاطمة = فيستجيب " سعيد " (3) وهو معتكر
رأتك تصفعه حتى إذا هرعت = ترد عنه الأذى والدمع ينحدر
عادت مكفكفة ما سال من دمها = وعدت عن ثورة هوجاء تعتذر
تقول والصوت مخفوض على خجل = من الندامة في رناته أثر
هات الصحيفة يا أختاه عل بها = ما ينفع القلب أو يجلى به البصر
حلفت باللات أني لا أمزقها = ولا أحقر بعد اليوم من صبروا
ورحت تقرأ طه جل منزلها = حتى انتهيت وفي أجفانك العبر
يا أخت ظلي على ما أنت مؤمنة = وسامحيني فإن الله يغتفر
ورحت تهدر بالإيمان يا عمر = وظنك الناس بالأحقاد تنفجر
وأنت تقرع باباً في " الصفا " زمناً = به النبي من الأشرار يستتر
وقام يسأل : من في الباب سائلهم = ليسمع الصوت افتح لي أنا عمر
ومدّ عينيه من ثقب على حذر = فعاد يقرع سنا وهو يدثر
يشير بالهمس ها قد جاءكم عمر = في وجهه الشر مكتوب ومستطر
وصاح حمزة (4) أدخله فإن شهرت = يمينه السيف فهو اليوم ينتحر
وفوجئ القوم بالخطاب يجذبه = " محمد " وهو يلقاه ويبتدر
يقولها يا ابن الخطاب مدوية = أجئت تثأر للعزى وتنتصر ؟
وقلت في نشوة الإيمان مبتسماً = بل جئت أشهد أن الله مقتدر
وأن دينك يا خير الأنام لنا = لأمة العرب ، للدنيا ، هو القدر
ألست تؤمن أن الحق في يدنا = سيف على البطل لا يبقي ولا يذر ؟
فكبر الله جهراً دونما حذر = مشيئة الله لا يغني بها الحذر
والكافرون بدين الله إذا سمعوا = الله أكبر تدوي بينهم ذعروا
وراح يسأل مذعوراً أبو لهب = من ذا يكبر ؟ قالوا إنه عمر