دَربُ النّور

البُعْدُ يُدْنيني أم الزُّهْدُ=أمْ إنطِواءُ النَّفْــسِ والوَجْدُ؟ أمْ إنّهُ مِنّي سَـيُخرجُني=لِسَـناهُ،شَـوْقٌ ما لَهُ حَـدُّ؟ في صُفرةِ الأعمارِ قَدْ صَمَتَتْ=لُغةُ المُنى،وتكلَّمَ اللَّحْدُ نادى غريبًا حَلَّ في نُزُلي:=هَيَّا لِكُنْهـِكَ أيُّها العَبْدُ ما عُدْتَ والأيّامُ في مِقَةٍ=ولَطالَما أطـرى بِكَ الوُدُّ دَعْ عَنْكَ أحْلامًا مُغَـرِّرَةً=أَلهَزْلُ غابَ،وأشرقَ الجِدُّ كَشَفَتْ حقيقةُ ما نعيشُ لهُ=عَنْ وَجْهِها،فإذا هُـوَ الفَقْدُ فثلاثةٌ نشْقى لنملكَها=ونظـنّ جَهْلاً أنَّها خُلْدُ المالُ نجمَعُهُ ونَكْنِـزُهُ=حتى يَضيقَ الحَصْـرُ والعَـدُّ والسُّـلْطةُ الحَمْقاءُ نحسَبُها=ثَوْبًا،لنــا قـدْ خاطَهُ المَجْدُ والجِسْمُ نأبى أنْ يُفارقَهُ=رَيْعُ الصِّـبا والحُسْـنُ والقَدُّ تِلكَ التي لا بُدَّ زائلةٌ=هيْهاتَ يُبقيها لَنا بَدُّ إنْ غُمّ دربُ النُّـورِ عن نَظَري=فاليـومَ بانَ الرُّشْدُ والقَصْــدُ لكنّها الدُّنيـا وشِقْوتُها=والعَيْـشُ سَاعٍ زادُهُ الكَدُّ