وهو يطرز مآثر أهل الدعوة الإسلامية في العصر الحديث بالتوثيق
ليكونوا حجة على مَن عادى دين الله تبارك وتعالى :
هوامش :
هو الأستاذ الأديب عمر محمد العبسو ... الذي يكتب عن أعلام الدعوة الإسلامية في العصر الحديث ... علي : هو الشهيد علي إحسان محمد مجاهد ، تم إعدامة على يد طواغيت البنغال يوم الأحد 10/2/1437هـ . غلام أعظم : أمير الجماعة الإسلامية في بنغلادش ، حكم عليه بالإعدام رغم تقدمه في العُمُر . ثم تم سجنه وتدهورت صحته حيث وافاه الأجل ، فارتقى إلى ربه راضيا مرضيا .
في العُروةٍ الوُثقى لقاءُ حِراءِ = بينَ النَّبِيِّ وصاحبِ البُشَراءِ
وحيٌ أتاهُ ... بالنُّبُوَّةِ واجبًا = للخيرِ بلَّغَه أبو الزَّهراءِ
فأتى إليهم بالشَّريعةِ منذرًا = ومبشِّرًا بالفتحِ والنَّعماءِ
ولربما ينسى الشَّقيُّ مكانَه = مابينهم ، ويعيشُ كالحِرباءِ
متقلبًا بينَ الضَّلالةِ والهوى = أو كافرًا متبلِّدَ الآراءِ
لكنَّه الإسلامُ ما أبقى على = أهِلِ المخازي من يـدٍ وغطاءِ
والليلُ أدبرَ بالعنادِ وبالأذى = وأتى الصَّباحُ الحُلوُ بالأشذاءِ
رغمَ المكارهِ والشَّدائدِ أشرقتْ = دنيا الأنامِ ببهجةٍ وهناءِ
وبدينِنا مضت الكتائبُ في الورى = بالرحمةِ المُهداةِ في الغبراءِ
بمودَّةٍ وبأُلفةٍ في منشطٍ = أو مكرهٍ ــ في عيشِهم ــ وإخاءِ
فَهُمُ الأُلى فازوا برضوانِ الذي = أدناهُـمُ ، والكفرُ في إقصاءِ
وهو الزمانُ ، وقد تناءتْ دارُهم = يشكو مرارةَ وقدةِ الضَّرَّاءِ
كم ذا يحنُّ إلى مجالسِ أُنسِهِم = ونديِّ رفعتِهم بلا استعلاءِ
قد آمنوا باللهِ إيمانَ الذي = وَجَدَ الحقيقةَ في اليدِ البيضاءِ
ولعلهم أمسوا بأعينِنا طيوفًا ... = ... في مدارِ الشَّوقِ للأكفـاءِ
لكنَّه الإسلامُ ليس بزائلٍ = فرجالُه بمنابتِ العلياءِ
إن غابَ منهم فارسُ ألفيْتَهَـا ... = ... اهتزَّت بهم وربتْ بعينِ الرَّائي
السَّادةُ الفرسانُ ، والصِّيدُ اعتلوا = ظهرَ البطولةِ تحتَ خيرِ لواءِ
ما أوهَنَتْهُم مالدى الأعداءِ من = حممِ احتقانِ الحقدِ في الأحشاءِ
أو أرهَبَتْهُم نبرةُ التهديدِ من = بوتين أو أوبامِ يومَ لقاءِ
هم بئسَ إذْ يستهزئون بأُمَّةٍ = لم تلوِ عزَّتَها قوى السُّفهاءِ
هم يعرفون مكانَنا وإباءَنا = في الشَّامِ أو في ساحةِ الزَّوراءِ
هم يذكرون ملاحمَ التاريخِ لم = ينسوا صهيلَ الخيلِ في الصَّحراءِ
لا الفرسُ أوقفتِ الزُّحوفَ ، ويومَها = سارت جنودُ اللهِ فوقَ الماءِ
إذ يومها انطفأتْ ضُحًى نارُ المجوسِ ... = ... وأُخمدتْ فوَّارةُ الخيلاءِ
والرومُ بئسَ الرومُ ، آنَ أوانُهم = فاليومَ عادَ الفتحُ بالأصداءِ
فإلى كلابِ الرومٍ من تاريخِنا = فحوى رسالةِ قائدِ الحنفاءِ
قد أتقنتْها اليومَ كفُّ شبابِنا = لترُدَّ كِبْرَ الهجمةِ الرَّعناءِ
وتصونَ حقًّا للشعوبِ أضاعه = حكمُ الضِّعافِ وخسَّةُ الجبناءِ
فمتى رأيْتَ نساءَنا وشيوخَنا = يُرمَون بينَ إهانةٍ وشقاءِ ؟
ومتى رأيْتَ الطِّفلَ يغشاهُ الأسى = ويموتَ موتَ الزَّهرةِ الحسناءِ ؟
وبناتنا ويحَ المروءة أُعدمَتْ = إذْ بِتْنَ ويحَ إبائِنا بعراءِ !
هانتْ بنا قيمٌ ، وهانتْ أُمَّةٌ = ما أذعنتْ للجَوْرِ والبأساءِ
فتفجَّرَتْ أكبادُنا ممَّـا جرى = غضبى من الإذعانِ للإيذاءِ
لكنَّها صَنَعَتْ لنا جيلا له = في شأنِ صحوتِنا كتابُ مضاءِ
لاتنطوي صفحاتُه فاقرأ بها = صورَ الجهادِ ، وذاك بعضُ عزاءِ
سلمتْ يمينُك لم تزلْ فيَّاضةً = بمدادِ أحرفِ ثورةِ الشُّعراءِ
وبأحرفِ المُثُلِ الوِضاءِ يزفُّهـا = جيلٌ من الأدباءِ والعلماءِ
ومن الدعاةِ المخلصين لربِّهم = ومن الأباةِ اليومَ والشُّهداءِ
في شامِنا ، في مصرَ ، في بنغالِنا = أو في العراقِ وتونس الخضراءِ
في كلِّ أرضٍ قارعتْ طاغوتها = ورمتْهُ بينَ قُمامةٍ وغُثاءِ
سلمتْ يمين القولِ ( ياعمر ) الوفا = صَفَعَتْ غرورَ مضلِّلٍ ومرائي (1)
أرسَلْتَه كرصاصِهم بقلوبِهم = واللهُ لم يرحمْ أولي الأهواءِ
كالسَّهمِ ( يابنَ محمَّدِ العبسو ) وهم = يخشون وخزَ الضَّربةِ القعساءِ
لمَّـا ذكرْتَ رجالَنا أهل الحِمى = من رافضين لهم ، ومن فضلاءِ
وأشرْتَ ملتاعًا إلى أبرارِنا = قِمم ِ الثَّباتِ ، وسادةِ الصُّلحاءِ
مَن قارعوا الطَّاغوتَ مالانوا ولا = وهنوا أمامَ شراسةِ الأعداءِ
في مشرقِ الدنيا سناهُم خافقٌ = و بمغربِ الدنيا رفيفُ سناءِ
قالوا لجلاَّديهُمُ :إنَّـا هنا = أهلُ الفِدا للشِّرعةِ الغرَّاءِ
أمراءُ للزحفِ المقدسِ قد أتى = ليُعيدَ نورَ اللهِ في الأرجاءِ
ليزولَ حكمُ الظالمين ، وتختفي = بمشيئةِ المولى يـدُ الضَّرَّاءِ
هذا ( عليٌّ ) ماونى إذْ أبرمتْ = حكمًا عليه سفاهةُ السُّفهاءِ (2)
فاستقبلَ اليومَ الأخيرَ بفرحةٍ = تاهتْ بها البنغالُ في الجوزاءِ
هذا ابنُ حسَّان الشهيد ، وهذه = أُمْنِيَّةٌ تحتاجُ للأكفاءِ
فازتْ بها الروحُ التي لم تلتفتْ = لزخارفِ الأيامِ والأضواءِ
أمَّا ( غلامُ ) فابنُ أعظم قد مضى = من قبلِه بالجنَّة الفيحاءِ (3)
فَهُمُ النُّجومُ الزُّهرُ في غلسِ المدى = يجلون وجهَ الليلةِ القمراءِ
وعلى الصِّراعِ المُـرِّ فرسانُ الهدى = يتعاقبون تعاقُبَ الآناءِ
بالخيرِ بالبركاتِ بالأخلاقِ لم = يُدرِكْ مآثرَهم هوى الخبثاءِ
وَهُمُ الأعزَّةُ ما انثنتْ عزماتُهم = أو أقعَدَتْهُم وطأةُ الأعباءِ
وَهُمُ الرجالُ إذِ المكارهُ دمدمتْ = في زمرةِ الأشرارِ والعملاءِ
ومن المُبَيَّتِ من ألاعيبِ العدا = ومن احتيالِ اللعبةِ النَّكراءِ
بالحربِ ، بالكيدِ المُعَدِّ ، بما على = جَيَشانِ ريحِ المكرِ من بغضاءِ
بلهاؤُهم فَضَحُوا وهم أذنابُهم = مافي نوايا الخِسَّةِ العمياءِ
أنتم نفشتُم صدرَها فتعاظمتْ = تحشو قباحتَها يدُ الخيلاءِ
فتبدَّلتْ أيامُها ، وتصحَّرتْ = قيعانُ حمأةِ طلعةِ السحناءِ
ولقد صنعتم زيفَها بفسادكم = في مجلسِ الكذبِ الذَّميمِ النَّائي
فاهتزَّ كرسي الخائنين مهشَّمًـا = من فأسِ منتفضٍ ، وسيفِ فدائي
ومن الدماءِ سخينةً وكأنَّها ... = ... الفيضانُ يدفُقُ من جوى الدأماءِ
أو من أسى مهجِ الشعوبِ تنفستْ = من بعدِ سوءِ الحكمِ والأرزاءِ
والصَّبرُ أجملُه مذمَّةُ مجرمٍ = تنهالُ مثل الطعنةِ النَّجلاءِ
مَن باعَها علنًا لماسونيَّةٍ = قد عشعشت في عالَمِ الأحياءِ
وتربعتْ جهرًا على كرسيِّها = شمطاءَ صهيونيةَ النُّدماءِ
ولقد كفانا ظلمُهم وضلالُها = فهما شريكا فتنةٍ وبغاءِ
وهما على تضليلنا لم يقدرا = في عصرِنا هذا وفي القدماءِ
صنعوا لنا الترويعَ من عضلاتهم = للرُّعبِ والإذلالِ والإغراءِ
لكنَّه الشَّعبُ الأبيُّ وثورةٌ = وُصِفَتْ لديهم بعدُ بالحمراءِ
ماعادَ يعبأُ بالطغاةِ ولا بما = يغوي اعتزامَ الفارسِ الغدَّاءِ
دعْهـا تُعِدْ وجهَ الخلاصِ معطَّرٍا = بشميمِ ماللفخرِ من سيماءِ
معسولةً بالشَّوقِ للقيمِ التي = لم ترضَ قبحَ فعائلِ الجهلاءِ
أعداءُ أُمَّتِنا ، وهم أبناؤُها = عقُّوا ، فبئسَ القومُ من أبناءِ
فلألطُمَنَّ الوجهَ وجهَ نفورِهم = بشقاءِ شعبٍ عاشَ في اللأواءِ
كابدتُه عمرًا بظلِّ مرارةٍ = من بغيِ طاغوتٍ ، وَنَأْيِ رجاءِ
من فرقة لأحبَّة وتجهُّمٍ = في وجهِ صاحبِ زورةِِ استهزاءِ
ومصائب اعتكرتْ عليَّ غيومُها = وغياب أفراحي وموت هناءِ
من نصف قرنٍ والمصيبة أَوقدتْ = نارَ الشجونِ بدفترِ الإنشاءِ
أُمِّي أبي عمي وخالي كلُّهم = ماتوا ونحن بغربةٍ الإغضاءِ
سبعون عاما بل تزيدُ ثلاثة = عجَّتْ على الباغين والدُّخلاءِ
في كلِّ حرفٍ صرخةٌ وقذيفةٌ = ونداءُ مظلومٍ بكفِّ دعاءِ
ووجيبُ قلبٍ ما اكتسى إلا بما = أولاهُ ربُّ العرشِ من إيواءِ
لايرتضي زيفًا ولا يثني على = وَهَنَ الكليلِ إذا احتمى ببكاءِ
وهي الليالي والخطوبُ نفادُها = آتٍ فلم نرهب هجومَ هباءِ
عبستْ بِهِنَّ وجوهُنا في وجهِ مَن = عاثت قبائحُه من الزعماءِ
مَن لم يزدْهُم ظلمُهم إلا أذىً = دافوه بالبأساءِ للأنضاءِ
وسقوهُ للشَّعبِ المضمَّخِ بالأسى = مجدولةً أقداحُه بالدَّاءِ
حتى أصابَ النَّاسَ صرْعٌ فانثنوا = متحيِّرين لكثرةِ الأشلاءِ
أيامنا : مرَّت أخي ( عمر ) الوفا = لاترتضي بالخطوةِ الرعناءِ
أو بالأمسياتِ تمرَّغتْ بلهاؤُها = برمادِ بؤسِ الحقبةِ البلهاءِ
هيهاتَ تعرفُ مؤمنًا باللهِ لم = يلقَ العنا في حارةِ الخلطاءِ
أو في مصاولةِ الضَّلالِ ، فعضَّةٌ = مسمومةٌ من حيَّةٍ رقطاءِ
صَدَقَ النَّبِيُّ المجتبى إذْ أَخْبَرَنْ = ليس التَّقيُّ عن البلاءِ بِنــــاءِ
هو عهدُ مافي التيهِ من حقدٍ وما = في منهجِ الجلاَّدِ من إيذاءِ
تلك السنون اجتاحها كربٌ طمى = فتحصَّنتْ بمدبرِ الأشياءِ
واستمسكتْ بشريعةٍ لم تفتقرْ = يومًا لأيِّ مكابرٍ مشَّاءِ
لم تقبل النِّحَلَ الدخيلةَ أثقلتْ = أحكامُهـا الإنسانَ بالإزراءِ
أو أذعنتْ والهولُ كالطوفانِ عربدَ ... = ... جارفًا كالموتِ في الهيجاءِ
هي أنفُسٌ رضيتْ معانيَ قالها = هَدْيُ الحبيبِ لجملة الغرباءِ
كالجمرِ قبضتُكُم على إسلامكم =يامعشرَ الفرسانِ والحكماءِ
ولربما فزعَ الجبانُ فلم تجدْ = حالَ الثَّباتِ المُـرِّ في الجبناءِ
أحناؤُهم لمَّـا تجدْ ماءَ الرضا =فأتى البوارُ على جنى الأحناءِ
فاستسلموا لهوانهم بل ربما ... = ... انقادوا لهم كالآلة الخرساءِ