عبد اللهِ في البيتِ الخامس هو الشيخ الفاضل عبد الله علوش والد الشهيد زهران رحمه الله.
أدّيتَ للهِ في السَّاحاتِ ما وجبا=وجِئتَ ربَّكَ رغمَ الهولِ مُنتصِبا
توحيدُ ربِّكَ أغلى ما سعيتَ لهُ=وما رضيتَ سوى توحيدِهِ نسبا
عشتَ الجهادَ الذي في حُبِّهِ عذُبتْ=لكَ الصِّعابُ، ولم ترهَبْ به التَّعبا
محبُّةُ اللهِ قد جسَّدتها عملاً=فكُنتَ قدوةَ جيلٍ للعلا وثبا
نماكَ للهِ "عبدُ اللهِ" فاستجبْتَ لهُ=فكنتَ أعظمَ ممّا كانَ قد رغِبا
عشتَ الفتوّةَ إعداداً لمعركةٍ=فيها تنالُ على من أشركوا الغلبا
للهِ عشتَ، ولم تُشْركْ به أحداً=وكمْ رأينا دعاةً تنشرُ الرِّيَبا
علمٌ وتقوى وإخلاصٌ لمُعتقدٍ=وما تجاوزتَ يا زهرانُ عهدَ صِبا
لم تُلْهِ قلبَكَ من دُنياكَ لاهيةٌ=عن الجهادِ الذي أسكنْتَهُ العَصَبا
آمنتَ أنَّ الجهادَ الحقَّ عِزَّتُنا=هيهاتَ إلا به أن نبلُغَ الأرَبا
رأيتَ في خوضِهِ الفردوسَ خيرَ غنىً=وفي سواهُ ترى خيرَ الكنوزِ هَبا
* * *=* * *
زهرانُ يا زهرةَ الإيمانِ عاجَلَها=حقدُ الطُّغاةِ الذي أشعلتَهُ غضبا
من كُلِّ فجٍّ على إفنائنا احتشدوا=وقد حشدتَ على ما أمّلوا النُّجُبا
على الجهادِ تلاقوْا وانتخَوْا غضبًا=لكي يُعيدوا لنا المجدَ الذي ذهَبا
رأوْكَ من خوفِهمْ جيشاً يُطارِدُهُم=فلا يطيقونَ مما نابَهُمْ هربا
حقدًا عليكَ تنادَوْا يا مُزلْزِلَهُمْ=فأشعلوا الأرضَ كي تُردى بها لَهَبا
بقولةٍ منكَ أو فعلٍ تُنفِّذُهُ=تزدادُ منها قلوبٌ طُيِّرتْ رهَبا
وبعضُ بعضِ الذي قد جندَلوكَ بهِ=يُذيبُ طودًا منيفًا طاولَ السُّحُبا
ولو خشيتَ قِواهم عُمْرَ ثانيةٍ=لكُنتَ عنهم بما يُنجيكَ مُحتَجِبا
ولو أتَوْكَ عيانًا لاسْتبدَّ بهم=رعبٌ مُذِلٌّ عليهم ساءَ مُنقَلَبا
مهابةٌ لك ربُّ العرشِ أظهرها=على مُحيَّاكَ تهمي فوقَهُمْ شُهُبا
* * *=* * *
زهرانُ زهرانُ يا زهوَ الجهادِ ويا=عِطرَ الشهادةِ في أرواحِنا انسكبا
عشتَ الجهادَ فتىً واللهُ بارَكَهُ=لمَّا وهبتَ له ما اللهُ قد وَهَبا
وحسْبُكَ اللهُ يا مَنْ جِئتَهُ بطلاً=لبَّى الجِهادَ وأمضى العُمرَ مُنتَصِبا
لسوفَ يُدرِكُ جيشٌ عشَتَ تصنَعُهُ=نصراً عزيزًا بلوحِ اللهِ قد كُتِبا