دعيني يا مضايا في شقائي = وفي حزن تطاير للسماءِ
وأروي قصة المأساة شعراً = وأسهب في النواح وفي الرثاءِ
على الطفل البريء يموت جوعاً = على غصن تماثل للنماءِ
ذوى ظمأً وجفَّ العود حتى = هوى يبساً وطار مع الهواءِ
ويا لهفي على أم تضاغى = كأفراخ القطا زغبٍ ظماءِ
بنوها حولها والجوع يلوي = رقابهم ويلهب في الحشاءِ
وأبكي ما حييت على شباب = كورد الحوض مروياً بماءِ
وكان يجوب كالآساد طولاً = وعرضاً في البلاد على السواءِ
وهم آمال سوريا وحصنٌ = منيعٌ بل أساطير الفداءِ
ذوى جوعاً ويبحث من خواءٍ = بحاويةٍ ليحظى بالغذاءِ
وهذا ما أعدَّ بجنح ليلٍ = لأهل الشام ، أولادُ البغاءِ
وتصبح قلعة الإسلام كانت = ومازالت وتبقى بارتقاءِ
شآم المجد دار الفرس يوماً = ومزرعة اليهود على السواءِ
وحصن بني نضير حيث كانوا = ومازالوا جراثيم الوباءِ
مضايا المجد صبراً واصطباراً = على خطبٍ تعاظم بالبلاءِ
وطال وصار في البلوى ثقيلاً = تنوءُ الأرض شكوى للسماءِ
عسى فرج بفجر لاح يحدو = ويدفع في الولادة والعطاءِ
ويسطع في ربوع الشام طراً = ويعلو ثم يعلو في الضياءِ
ويملأ هذه الدنيا جمالاً = ونوراً راح يُفرطُ في البهاءِ
وينسى الناس ما لاقوه يوماً = على أيدي بهيمِ الأدعياءِ