لك السرور بشهر الصوم
أخاطب به كل مسلم
هائل سعيد الصرمي
"لك السرور بشهر الصوم مبتهجاً وأنت بهجة كلَّ الدَّهر في زمني"
لك المحبة تطوي الأرض قاطبةً لك الأماني لك الأنسام كالمزُنِ
على محيا جبين الدَّهر بسمته فانثر عبيرك في الآفاق والمدنِ
شهرٌ أطل على الدنيا برحمته تبارك الله ما أحلاه في يمني
غرِّد مع الشهر آيات العلا ورعاً رتل لسمع الزمان الوجد في شجَنِ
وقف على روضه الورديّ مقتطفاً زنابق الروح من بستانه الفننِ
وقف على نهره الدفّاق مغترفاً واشرب بكأس الندى من فيضه الحسنِ
تسري على كفَّه الآيات مترعةً فيرتوي من نداها العذب ذو الفطنِ
به الليالي تحدَّتْ كلَّ زندقةٍ أتت عليها وما أبقت على الإحنِ
يا ليلة القدر فلنفديك من دمنا لنشرب النور من وحييك والمننِ
يا ليلة القدر أحيي في ضمائرنا ما ضاع من قيم الأمجاد في زمني
يا ليلة النُّور صُبي في مشاعرنا عِزَّ الأباة وهُدَّي دولة الوهنِ
كم حقَّقَ الله في شهر الصيام علاً أمثال بدرٍ وحطينٍ لممتهَنِ
شهرٌ كريم أتى يهدي لأمتنا نوراً يبدِّد ما في الكون من أسنِ
أنواره أشرقتْ في قلب عاشقهِ وباءَ من حُرم الأنوار بالحزنِ
أمطْ عن القلب ما يلقاه من عللٍ وجنِّب النفس مرعى اللهو والفتنِ
واستغن بالله وانهل من لطائفهِ وقفْ على بابه بالذُّلِّ واستكنِ
وأسأله يكسو الحنايا ثوب عزتها فأمَّةُ الحق تحت القهر والمحنِ
بالعزِّ تحيا المنايا في الأكف ندىَ َ من يعشق الموت لم يُخذل ولم يهُنِ
تحيا النواصي على الأفلاك شامخةً يا دولة الحق دكّي دولة الوثنِ
فنحن بالله لا بالنفس عزَّتُنا فَصل ْعراك به واطرد دجى الوسنِ
جداول الصوم غنَّتْ في خمائلنا فعانق النور واصعد في ضيا السننِ
يا مرسل الحرف هل مرت بأحرفكم فنون شعري وهل غنى على فنن
فارفع بحرفك ما أخفته أحرفنا مصوَّراَ ما نأى عني وأعنتني
أنىَّ لحرفي أن يرقى لأحرفكم مثل المسافات بين الروح والبدني
للصوم غنى فؤادي منشدا غردا من نشوة الروح أضحى صدرُكُمْ وطني
فلملم العجز من أشطار قافيتي وأصلح النقص يا خلي ويا سكن