ألقتْ معاذيرها فاستعجمتْ كَلِما = تستنطِقُ السّيفَ عِزّاً والعُلى ألما
و آفةُ الذلِّ تضنيها و تصفَعُها = كأنّما طللٌ مُذ شاخَ صارَ فما
للركنِ يُلجؤها في الّليلِ غاصبُها = وتستظلُّ حياءً ظلَّ منكتِما
تدعو فما أحدٌ أصغى لصرختها = والناسُ فوضى وهم قد فارقوا همما
الدمعُ كحلتُها والموتُ غايتُها = والصبرُ أكرمَها من صبرها كرما
مرّتْ عليها سراعا ليس يُؤنسُها = ذكرى أحبتها فاستوحشتْ رحِما
منيعةٌ بعفافٍ حصنُهُ خُلُقٌ = والساهرونَ افتدوها بالقلوبِ دما
و أورثتْ قومَها يوم الوغى شرفا = يُلامسُ الشمسَ من عليائهِ قِدَما
منها العدى جفلوا في صمتها رُعِبوا = والبرقُ يقتُلُ, والرّعدُ الّذي اتُّهِما
إنّي أخافُ عليها من أراذلِها = و ذو الرذيلةِ غدّارٌ إذا حكما
و صارَ يصحبها صمتٌ فتُنكرُهُ= قد كانَ يومَ النوى من صحبةٍ نَدَما
هل تقتلُ الحبَّ أوطاني وترفضهُ= وتستضيفُ رديء الموتِ منتقَقَما ؟
أم أنَّ أحمقها المعتوهَ صيّرها = تغفو على جرحِها حتى غدتْ عدما
زعماً أرادَ لها بالقولِ ناصيةً = لكنَّ مَنْ تخذَ الأهواءَ قد هُزما
حتى غزا عُقرَ دارِ القومِ أرذلها = واستوطنَ الخزيُ فيها رافعا علما
لكنَّ فيها رجالا كلُّهم هِممٌ = قد عاهدوا اللهَ والأوطانَ والاُمما