قَدرُ المسلمِ في الحياةِ الغُربَة
كربةٌ تأتيه إِثرَ كُربَة
غيرَ أنَّهُ للأعادي رأسُ حربَة
تطاولَ شامخاً نحو السَّماءِ = وقد عرفَ الطَّريقَ بلا عناءِ
أبيٌّ يملأُ السَّاحاتِ فخراً = ويأبى العيشَ ذُلاً بانحناءِ
وكيفَ لمسلمٍ يعلو بدينٍ = عزيزٍ أن يَذِلَّ لذي غباءِ ؟!!
فلا السَّجَّانُ يمنعُ عنه فكراً = ولا التَّعذيبُ يرميهِ بداءِ
ولا قيدٌ تمادى دُونَ رفقٍ = يخيفُ الحرَّ في يومِ البلاءِ
فمن ذَا قد يُذلُّ اليومَ حرّاً = سما بالدِّينِ فَوْقَ الأغبياءِ ؟!!
هو الفضلُ الذي يزدادُ عزماً = ويثبتُ واثقاً يومَ الِّلقاءِ
ومن كالفضلِ إيماناً وصبراً = وتسليماً .. وَذَا خيرُ الدَّواءِ
تلا الآياتِ نوراً بعد نورٍ = تضيءُ بقلبِهِ عزَّ الإباءِ
وأقوالُ النَّبيِّ ﺑﻜﻞِّ حينٍ = وذكرُ الله في طِيبِ الدُّعاءِ
فطُوبى للزَّنازنِ حين تغدو = شموخَ العزِّ .. فخرَ الأصدقاءِ
فلا تخشَ الطُّغاةَ .. وظلمَ قومٍ = بغاةٍ .. أدمنوا شَرْبَ الدِّماءِ
وقلْ: هاتوا القيودَ .. فيا قيودي = خسئتمْ .. لن تُذِلُّوا كبريائي
ولا ترفعْ لغيرِ الله شكوى = ولا ترسلْ لغيرهِ من نداءِ
فليسَ سواهُ يرفعُ عنكَ جَوراً = وليسَ سواهُ يأتي بالقضاءِ