قصّة قطّة
10نيسان2015
جمال فوزي
قصّة قطّة
جمال فوزي
" القطط تستأنس في سجن طرة "
من كل عاطفتي ومن من عمق أعماقي أخط تحيتي ما قلتُه يوماً أداهن حاكماً ما قلته لحناً لكسب معايش وبطاعة الرحمان أنشد راحتي * * * من بين قضباني ومن زنزانتي أسمعك قصةَ قطةٍ كانت لها جاءت لتختطف الطعامَ بخلسة ساءلتُ نفسي : هل نجيز عقابَها كلا فما اقترفته كان أساسُه ثارت على الحرمان وهي محقة ناديتُها فتمنَّعتْ من خشيتي فقذفتُ فائضَ وجبتي في قربها وتمرُّ أيامٌ فتألفُ صحبتي علَّمتْها ذوقَ الحلالِ فَطلَّقتْ وتَبيتُ تحرسُ وجبتي بـأمانة هي شِرعةُ الرحمن كم رسمتْ لنا كم لقّنَتْنا الحبَّ عذباً صافياً لو أنفقوا مافي الوجود جميعَه لكنَّه الرحمنُ ألَّفَ بينهم لو كان خيرُ الرسل فظَّاً ما رأى لا يطفئ النيرانَ نارٌ مثلها مَنْ يزرع الأشواكَ يجني جرحه هذا طريقي في الحياة أرومُه كل الذي أرجوه دين محمد والدِّينُ توأمُه الحكومةُ دائماً الدينُ أصلٌ والحكومةُ حارسٌ إن غاب أصلي في الحياة فإنني أو ضلَّ سلطاني فيا ويحي إذن دمعي عَصِيٌّ إن أرادوا سَكْبَه * * * عجباً لأمركِ قطتي في توبة خالفتِ كلَّ مُحَرَّم من بعدها والناس بين جهالة وضلالة ضلَّ ابن آدمَ نَهْجُه متأرجحاً ويبيت في ظلماته مترنحاً قولي لهم يا قطتي درس الهدى أو لقِّنيهم ما ينيرُ قلوبَهم لا ظلمَ لا استبدادَ لا استرقاقَ في * * * سأظلُّ حرّاً ماحييتُ مندِّداً رُوحي على كفي فداءَ عقيدةٍ ويظلُّ صوتي ماحييتُ مجلجلاً | وجدانيمن فيض كل مشاعري وحناني شعراً إليك تصوغه ألحاني أو قلتُه فخراً ليرفع شاني شعري يصاغ لطاعة الرحمان في جنة الفردوس والرضوان * * * بين الظلام وقسوة السجّان في النفس آثارٌ ونُبْلُ معاني وتروغ وَسْطَ رحابة الجدران بالسوط والتعذيب والحرمان جوعاً يثير حفيظة الجوعان والأمر يخرج من يد الغضبان داعبتُها فتوجّّستْ عدواني كيما أخفف ما ترى وتعاني قاسمتُها زادي بغير تواني ذوقَ الحرامِ ومنهجَ الشيطان عجباً لصنع الواحد المنّان رشداً يحقق عزَّةَ الإنسان تُمْحى به الأحقادُ في تحنان ما ألفوا قلباً بأيِّ مكان فإذا بهم في قمة الأزمان التاريخُ شعباً حاطم الأوثان والحقدُ لا يمحوه حقدٌ ثاني بدمٍ يسيل ودمعِه الهَتَّان خِلْواً من الأحقاد والأضغان تسمو به صَوْبَ العُلا أوطاني إن صحّتِ النياتُ في السلطان وهما بهذا الوصف يتفقان عدم بجوف القبر في أكفاني مما أكابد أو يضيع كياني لكنَّ درسَ قطيطتي أبكاني * * * والجمعُ ملتفتٌ إليكِ وراني فارقتِ كلَّ طبائع الحيوان لا يؤمنون بمنهجِ القرآن ما بين مقترف الذنوب وزاني فحياته ليست بذات معاني وخذي بأيديهم إلى العرفان بالحبِّ والإيثار والإحسان شرع الإله القاهر الديَّان * * * بالبطشِ والجبروت والطغيان في ظلها الوافي تَخِذْتُ مكاني ذوقُ المهانةِ ليس في إمكاني |