الدفع
بالحجّة الناّصعة في الجهاد بالقلم اجدى وانفع للدين من الدفع باقوى سلاح ،
فالحجة قوة هائلة تخضع لها القلوب برضا وحب ، خاصة اذا كانت مزينة بجمال
البيان ، مشعشعة بانوار السنة والقرآن ، تحدو التائهين برفق الى رياض
الايمان والاطمئنان
والقصيدة تدعو الى اظهار الحق الباهر بالحجة والبرهان لتحرير الناس من أغلال الحيرة والعصيان والكفران
***
هذا بيانٌ لمن ظنُّوا ومَن عجِبُوا = الوعدُ حقٌّ فلا زعمٌ ولا كذِبُ
اضربْ بشعرِكَ رأسَ الكفرِ مُحتسبا = ضَربًا قويًّا عزيزا ليس ينشَعِبُ
ضربٌ بسهمٍ وضربٌ بالقريض سوا = به يُهتَّكُ ليلُ الكفرِ والحُجُبُ
لِمَ التَّهاونُ يُخزي الله كاذبَنا = يوم القيامة يبدو الجِدُّ واللَّعبُ
إنَّ الذين أهانوا الحقَّ من فرَقٍ = مثل الذين زروا بالحقِّ أو غصَبُوا
نصرُ العقيدة في إظهارِ حجَّتها = لِمَ التَّخاذلُ في إظهارِ ما يَجبُ
ما ساد ليلٌ بوقتٍ للضُّحى أبداً = فحيث حلَّ شعاعُ الشَّمسِ ينقلبُ
لولا التَّهاونُ في بثِّ الحقيقة ما = أضحى الصَّليبُ على أرض الهدى يَثِبُ
لولا السُّكوتُ عن الإلحاد ما نتجتْ = تلك المفاسدُ والآثامُ والنِّكبُ
لولا الهوان لما عاثَ الصَّهايِنُ في = مسرى الرَّسول بما هدُّوا وما جَلبُوا
لولا ادِّهانٌ وتفريطٌ وضعضعة ٌ = ما نافسونا على أرضٍ وما شَغبُوا
وهل يقيمُ وأمواج الهدى لُجَج ٌ= كلبٌ عقورٌ وقد أزرى به الكَلبُ
نحن الذين خفضنا الرَّأس من وَهَنٍ = إذا تعالوْا على الهامات أو ركَبُوا
لهْوٌ ولغوٌ وأمُّ الحقِّ عانية ٌ= وعرضُ اختكَ في الأقطارِ يُنتهبُ
شحٌّ مطاعٌ وكلُّ الأمَّة انتكبتْ = بالظُّلم تشقى وفي الآفات تضطربُ
شُرْهٌ وحِرصٌ وشعبُ الذِّكرِ مُنكدرٌ = يَدمى وينزفُ في الدنيا وينتحبُ
دَهْنٌ ولَفٌّ وتلفيقٌ وسَفسَطة ٌ = كذا الخيانة في الأديان تُرتكبُ
وارَتْ رذائلُنا نورَ الهدى .. أسَفاً = شمسُ الظَّهيرة بالأهواء تُحتَجَبُ
مثل الخفافيش نخشى النُّورَ من عِللٍ = كالجعلِ نحو كرات الرَّوث ننجذبُ
إذا نكلنا فمن ذا يبعثُ الأملَ = يشقَى الوجودُ إذا أهلُ الهدى انسحبُوا
لا تلعبنَّ فإنَّ العيش عارية ٌ = البعثُ حقُّ الى الرحمن ننقلبُ
لا تُفتننَّ بأولادٍ وأرصدةٍ = مصيرها في الورى النُّقصانُ والعطَبُ
كم في الورى من علومٍ بالنُّهى عُقِلتْ = بها يُبصَّرُ ضُلاَّلٌ لهم رِيبُ