في تركيا ألف بشرى

قلتُ قبل أشهر 

وأكرر الآن

في تركيا ألف بشرى أنشدتْ أملاً

ولاح منها ضياءٌ يرسمُ القمرا.

إن فاز ديني وأخلاقي وخيرُ رؤى

ومبدأٌ بِتُّ ذاك اليومَ مفتخرا.

إن تَنتَصِرْ قيَمٌ للخيرِ أفرحني,

ولن أبالي بمن في حقدهِ انحدرا.

المسلمون مع الإسلام موقفهمْ, 

ما بال شانئهم في صفّ من خسرا.

هذا فلان بنصر الله فرحتُهُ,

أما فلان بغيظٍ مات محتضرا.

هل يحزنون على الأعداء إذ هُزموا ؟

أم يحزنون لأن الدين قد ظهرا ؟

إبليسُ والفرسُ إسرائيلُ في غُصصٍ

والروسُ والسوسُ والمسخُ الذين تَرى.

مالي وللترك. دين الله أعشقهُ

وكلَّ من خدم الإسلامَ وانتصرا

المسلمون من الأتراك إخوتُنا,

وعروةُ الحب في الرحمن خيرُ عُرى.

والفاتح الفذُّ ما أزكاهُ من بطلٍ

فيها تربّى, ومنها هبَّ, وابتدرا.

 (نعمَ الأميرُ) أميرٌ في مرابعهمْ,

و(نعمَ جيشٌ) مضى للفتح مقتدرا.

مفتاحُ أرضِ أوروبا في مآذنهمْ,

(سِنانُ) قد صاغها بالفنِّ وابتكرا.

جحافلُ الحق هبَّتْ من مدائنها

فتحاً وعلماً أضاءَ الريفَ والحَضَرا.

فشمسها في فيافي الشرقِ قد سطعَتْ,

وبدرها في ربوع الغربِ قيلَ: سرى.

كم شيّدوا مسجداً للحق, كم رفعوا

منارةَ العلمِ, كم حصنٍ يَزيْنُ ذرا.

هم أدّبوا الفرس في ماضٍ, وحاضرُهمْ

يَروي, ونرمقُ في مستقبلٍ عُمَرا.

وقطّعوا من رؤوسِ الروسِ ذا خَطَلٍ,

وذي الفرنجةُ منهمْ تمضغُ الحذَرا.

مع الشعوب, مع المستضعفين, لهمْ

مواقفٌ يشتهيها كلُّ من نظرا.

من يبغض الترك هذا شأنهُ, حسناً

ما أقبحَ المبغضينَ الدينَ منتصرا, 

المجرمون بني صهيونَ أزعَجهمْ

فوزُ الأشاوسِ لما أدركوا الخطرا.

موتوا بغيظِكُمُ أعداءَ أمتنا,

يا شرّ من وطئوا فوق الأديمِ ثَرى.

إني أرى بُشْرَياتِ النصرِ باسمةً

في وجهِ أمتنا والعزَّ مختصَرا. 

أما الشروحُ فإني الآنِ أبصرها

على سواعدِ جيلٍ يمتطي القَدرا.

جيل تربّى على الإسلام في ثقةٍ

جيل تقدّم للعلياءِ ما انتظرا.

ما زال للدين أنصارٌ مهاجرةٌ

لم يعرفوا اليأس والإخلاد والخورا.

الخير أفقٌ رحيبٌ ليس ضائرهُ

ان أطلَقَ الشرٌّ في وجهِ الهدى شَرَرا

وسوم: العدد 677