كذا ؛ فليُزكّ النفسَ ، مَن يَعشقُ الشمسا= ليُشرقَ شمساً ، نورُها يَبْهَجُ النفسا
فإن لم يكن هذا الذي قيلَ ، ساطعاً= على جبهة الغبراءِ ، تـلمِسُه لـمْسا
فماذا – إذاً - هذا الذي أعجَز الورى= عن الوصفِ ، حتى أصبحوا ، حوله ، خُرسا
وما صِفة الإعجاز، إن لم يكن به= كهذا ، الذي قد أعجَز اليومَ والأمسا
سُموُّ بناءٍ ، مِن نفوس سَمَت .. رَسا= فطالَ بمَن أسْمى ، وعَـز بمَن أرْسى
نفوسُ شُموسٍ ، أشرقتْ ، ثمّ أصبحتْ= شمو سَ نفوسٍ ، نورُها ، كالطِلا ، يُحْسى
* * *=* * *
بلادٌ أفاقت ، بين يوم وليلة= لتلقى بها ، ما يَبهرُ الجنّ والإنسا
منائرَ عِلم ، في مَراقٍ متينةٍ= إذا جَسّها ، ذواللبّ ، يَعيا بما جَسّا
وفي كلّ مَرقاةٍ دَعائمُ نهضةٍ= أعدّت ، بإخلاصٍ ، فما تَرهبُ اليُبسا
ولو لمْ تعبّرْ سيرةٌ ، عن سريرةٍ= لما سادَ إلاّ الزيفُ ، كي يَنشرَ النحْسا
* * *=* * *
حَمَى أمّة الإسلام ، عزمُ جُدودهمْ= قروناً ، وكانوا : السيفَ والرمحَ والتُرسا
وقد كان نصرُ (الفاتح) الفذ ، آية= وتنذِرُ ( إستنبولُ ) ، مَن لمْ يَع الدَرسا
وكانت لتيجان السلاطين درّةً= فلسطينُ ؛ إذ ضَمّت ، بأضلاعِها ، القدْسا
وجاء بَنوهمْ ، طيّبين ، أعزّة= فكانوا : النهَى والبِرَّ والعِلمَ والبأسا
* * *=* * *
شذاً طيّبٌ ، مِن طيّبٍ ، طابَ مَنبتا= وهل طاب بستانٌ ، إذا لمْ يَطِبْ غرسا !؟
وهل طَهُرتْ كفّ ، إذا لمْ تحِط بها= سَريرةُ شهْم ، يمقتُ الجَورَ والرجْسا !؟
* * *=* * *
وكمْ تحصُدُ البلدانُ ، ممّن يَسوسُها= شقاءً وظلماً ، لا أمَرَّ ، ولا أقسى :
وَلاها رعاةٌ ، أوغلَ السوءُ ، فيهمُ= فلمْ يُبق صوتاً للضمائر، أو جَرْسا
فصاروا ذئاباً - والشياهُ شعوبهُمْ -= تكيدُ لها كيداً ، وتـفْرِسُها فَـرْسا
تبادرُها بالقتلِ ، دون جَريرةٍ= وتطعِمُها- إن جاعت- القهرَ والبُؤسا
وما شهَرت ، للحكم ، إلاّ أسنّة= وما جَرّدت ، فيه ، يَراعاً ، ولا طِرْسا
بلى ؛ حشدتْ للكيدِ ، جيشاً من الدُمَى= يصوغ شعاراتٍ قد امتلأتْ لُبسا
وألسنةً أبْلى النفاقُ ستورَها= وأعجزَها ، عن أن تَسَتّرَ ، أو تَكسى
* * *=* * *
و نال بني الإسلام ، في كلّ بقعةٍ= نصيبٌ ، فسِيموا الظلمَ والقتلَ والحَبْسا
تعاوَرَهم قَهرانِ : قهرُ عدوّهمْ= وقهرُ وُلاةٍ ، صارَ أخبثُهم : رَأسا
وذاقوا بشاعاتِ الجرائم ، كلّها= فلمْ يُحرموا صِنفاً مَقيتاً ، ولا جنْسا :
براميلَ أحقادٍ ، إذا ما تفجّرتْ= تُـبًس الجبالُ الراسياتُ ، بها ، بَسّا
تمزّق أجسادَ العباد ، بقسوة= وذو الحظّ مَن يَلقى، لأشلائهِ ، رَمْسا
وتهْويْ صواريخُ الجريمة ، فوقهمْ= لتفريَهمْ فَرياً ، وتَدرسَهمْ دَرسا
تَحوم طيورُ النحس ، حولَ بُيوتهمْ= تُغير على الأطفال ، تَهرُسُهمْ هَرْسا
* * *=* * *
أطلّت عليهمْ سِحنة اليأس ، بُرهَة= ولكنْ بنو الإسلام ، لمْ يَعرفوا اليأسا
فلاذوا بربّ الخلق ، ثمّ توجّهوا= إلى قلعة ، نالوا بها الأمن والأنسا
فكانت لهمْ أمّاً ، وكانت لهم أباً= فما عضّهمْ للرُعْبِ نابٌ ، ولا مَسّا
وقد عرفوا معنى الأخوّة ، عندما= أحيطوا بمَن يأسُو الجراحً ، ومَن يأسى
لقُوا سادةً ، غُرّاً كراماً أعزّةً= رعَوهم بودّ ، ليس يُجحَدُ ، أو يُنسى
فأشرقَ وجْهٌ ، كان قد عضّه الأسى= وجَلجلَ صوتٌ ، لمْ يكن يَبلغُ الهَمْسا
ونالَ ، مِن العِلم الرفيع ، بَنوهُم= صنوفاً ، وقد كان الإخاءُ ، لها ، أُسّا
بلى ، وجَدوا ، في الترك ، أكرمَ إخوةٍ= ولمْ يَجدوا ظلماً ، لديهمْ ، ولا بَخْسا
* * *=* * *
لقد كَرّموا مَن كرّم الله أصلَهمْ= ولمْ يؤثِروا (قِرشاً) عليهمْ ، ولا(بِنْسا)
سقَوهم كؤوس الحبّ ، من غير مِنّةٍ= ومَن ذاق كأسَ الحبّ ، لمْ يَجْحدِ الكأسا
ومَن ملأ الإيمانُ والنُبلُ قلبه= فلن يُعمِلَ الساطورَ، في الناس ، والفأسا
* * *=* * *
إخاءُ بني الإنسان ، فِطرةُ ربّهمْ= ولا تقـتضي هذي (خَراجا) ولا (مَكسا)
أخوّةَ نُبلٍ ، لا أخوّةَ نزعَةٍ= إلى الطينِ ، تُنسيْ أهلَها اللبَّ والحِسّا
وشتانَ مابين الضلالةِ والهُدى= ومابين مَن زكّى الضميرَ ، ومَن دَسّى
* * *=* * *
قلوبُ بني عثمانَ ، للناس كلهم=رياضٌ ، وأهلُ الزيف ، قد أدمَنوا العَكسا
وكَـبّلهمْ شيطانُهمْ ، بضلالهمْ= فهامُوا بما أوحَى الخبيثُ ، وما دَسّا
فطوبى لمَن نال الهُدى ، وابتغى العُلا= ومَن عاش في خِزي ، فتعْساً له ، تعْسا
* * *=* * *
فبارَكَ تركيّا الإلهُ ، وأهلَـها= ومَن أجّجوا الأحقادَ ، فليُطمَسوا طَمْسا