لأنِّي لسْتُ فسَّادًا

أريجُ الخُلدِ في شهدِي سَأمنحُ للدُّنى وِدِّي

أشِعُّ شذا ً وأنوَارًا وَألحانا ً مِنَ الوَجْدِ

وَإنِّي شاعرٌ حُرٌّ بصوتٍ صادِح ٍ غَردِ

لأجل ِ السِّلم ِ ثمَّ الحُبِّ وردَ جَنائِني أهدِي

قضايا أمَّتِي تبقى وَفي روحي وفي خَلدِي

قضايا الشَّعبِ أحضنها وفي الأحشاءِ والكبدِ

لأني لستُ فسَّادًا ولم أحقِدْ على أحَدِ

ولم أسرقْ ولم أكذبْ لِسَلبٍ لن تُمَدَّ يَدِي

لأني لستُ بَوَّاقا ً أحِبُّ الناسَ ... للأبَدِ

سَوَادُ العين ِ أبذلُهُ عطائي ... ليسَ من حَدِّ

لأني لستُ مُرتزقا ً وَجَاسُوسًا على بلدِي

لهذا لم أوَظَّفْ عِنْ دَ أهل ِ الغدر ِ والحِقدِ

لهذا كانَ ضِدِّي كلُّ أهل ِ البَوْق ِ والعُقدِ

سأبقى دائمًا أبَدًا نظيفا ً… َرافِضًا قيدي

وأبقى رافعًا عَلمِي بلا عَون ٍ ولا مَدَدِ

أقاومُ كلَّ سَفَّاح ٍ وَمَأفون ٍ وَمُضطَهِدِ

أقاومُ كلَّ جلاَّدٍ لأجل ِ الأرض ِ والوَلدِ

وأقضي الليلَ في أرَق ٍ وَأرعَى النجمَ في سُهُدِ

وغيري في فراش ِ الخِزْ يِ ِ ... ينعمُ في الخَنا الرَّغِدِ

فهذا عصرُ مَن فسَقوُا وعصرُ الظلم ِ والنَّكَدِ

حُشودُ البَغي ِ في رَغَدٍ وَأهلُ الحقِّ في كَمَدِ

سأبقى فجرَ هذا العَصْ ر ِ ... عن رَبِّي فلم أحِدِ

وكلٌّ حَارَ في خَطبي بما أنجَزتُ في جُهُدِي

وَأحلامي مُضَمَّخَة ٌ بعطر ِ الفلِّ والنَّدِّ

صُروحِي للعُلا ارتفَعَتْ تعَانِقُ صيْحَة َ الأبَدِ

وَأمجادي مُخَلَّدَة ٌ وَنَجمي ،الدَّهرَ، في صُعُدِ

.. لماذا الحَقُّ مَوْءُودٌ ودُنيا الناس ِ كاللَّحدِ

لماذا الظلمُ مُنتشِرٌ وَفي زحفٍ وفي مَدِّ

لماذا كلُّ مَأفون ٍ وَوَاش ٍ نافثِ الزَّبَدِ

لهُ جَاهٌ وتبجيلٌ وَظائِفهُ ... ليسَ مِنْ عَدَدِ

قضاياهُ مُيَسَّرة ٌ ... دروبُ الوَردِ والشَّهدِ

أنا مُتنبِّىءُ الشُّعرا ءِ والخُطبَاءِ .. لم أزدِ

رضعتُ مبادئي المُثلى … وَأمجادًا مِنَ المَهْدِ

سَمَوْتُ بنور ِ إبداعِي وَغيري ماتُ مِن حَسَدِ

كطودٍ شامخ ٍ أبقى أصُولُ كصَولة ِ الأُسُدِ

رفضتُ جوائِزَ الضُّلاَّ م ِ ... عنها الحُرُّ في بُعُدِ

وغيري في جوائِز ِ ذلِّ هِ … بالعُهْر ِ والفندِ

وغيري باعَ رَبًّا ثمَّ شَعبًا … ناكِثُ العهدِ

وغيري في الخَنا عَلمٌ ويبقى المَسْخَ … كالقردِ

وفي مُستنقع ِ الأقذا ر ِ… مَحظوظ ٌ .. بلا جُهُدِ

وأمَّا الحُرُّ والمِقدَا مُ … كم يشقى بلا سَندِ

وَإنِّي الشَّاعرُ الغِرِّي دُ … رُغمَ العَتم ِ واللَّبَدِ

وإنِّي الفارسُ الصِّندِي دُ … حَارَ الكلُّ في جَلَدِ

وَإنِّي قِبلة ُ الأحْرَا ر ِ ... والثوَّار ِ … كالطَّودِ

وَلم أحفلْ لطارقةٍ وَمَوج ِ البَحر ِ والزَّبَدِ

سَأبقى مِنبرَ الأحْرَا ر ِ... نارًا.. ليسَ مِن هَمَدِ

سأبقى في دمُوع ِ الشَّوْ ق ِ رُغمَ تراكم ِ الرَّمَدِ

سَأبقى مع قضايا الشَّعْ بِ ... مَنْ في القيدِ والزَّرَدِ

سأبقى مع عبير ِ الوَرْ دِ توَّاقا ً لفجر ِ غَدِ ..

أقاومُ كلَّ مأفون ٍ وَأدحرُ كلَّ مُرتدٍّ

سأرجِعُ حقَّ مَنْ ظلِمُوا وَعَاشوا العُمرَ في كمَدِ

وتفرحُ روحُ مُغتربٍ تقرُّ عيونُ مُتَّقِدِ

وتشرقُ كلُّ آمالي يُحَقَّقُ حُلمُ مُبتعِدِ

بلادي حُبِّيَ المَعْبُو دُ .. في حزني وفي سَعدي

أغنيها المَدَى ، فلهَا صلاة ُ الرُّوح ِ والجَسَدِ