لا تلمها
24أيار2014
حيدر الغدير
حيدر الغدير
إلى الأخ الصديق الذي أسرف في لوم الأمة لما رأى
وفوداً منها، تلهث وراء سراب كاذب، هو الصلح مع اليهود.
| قال والدمع في المآقي يسيلُ طوق العجز أمتي فهي وهن سيفها لم يعد لعاب المنايا غاب عنها مظفّر وجسور خمدت جمرة البطولات فيها والجياد العتاق أغضت حياء وبكى الأوفياء واعتز نذل الجراحات في فؤادي ضوارٍ * * * إيه يا صاحبي وأنت عذيري إن قلبي وهو المعنّى قروح لست أبكي لأمنيات صغار بل بكائي لأمتي وهي نبضي كيف ترجو السلام من شر قوم هم يهود في كل صقع بلاء قتلوا الأنبياء كبراً وبغياً سبة حيثما تولوا وعار شكت الأرض والسماء أذاهم قال لي صاحبي وللحزن سوط وبقايا الرجاء في مقلتيه هل ترى بعد مأملاً يا صديقي * * * قلت والطرف في صديقي يجول إنها سنة الإله فهذي ولها صولة وخفض ورفع بيد أن البلاء إن نال قومي فلهم في الغداة مولد فجر لا تلم أمتي فللنصر وعد لا تلمها مهما استبدت جراح لا تلمها ففي الصباح سراها وعليها الكماة من كل شهم لا تلمها فثأرها في الحنايا وحداء الثارات في مسمعيها وغداً تملأ الفضاء سرايا وتسود الرايات والحاملوها وترج الأصقاع أمة طه وعلى كل طيّب هي طيب * * * يومها في غد قلادة فخر مزِّقِِ اليأسَ يا صديقي وصابرْ أسرج العزم بالكتاب وسيف نحن أبناؤها ونحن رجاها وإذا ما اللقاء جن فإنا نلتقي البغي بالزحوف غضاباً وإذا عصبة البغاة هباء وإذا المسلمون نصر كريم ويهود وزيفها لتباب ما وقتها حصونها باذخات لم يصنها عن الهلاك جدار وسياج من غرقد زرعته * * * في غد أيها اليهود لقانا وسيروي التاريخ عنا وعنكم وتقول الدنيا مقالة صدق كل باغ فان وعقباه عار والذي حازه وغالى وعانى * * * يا صديقي دع الملام وأقصر لا تلم أمتي فحزنك حزني إن فيها من البشائر وعداً تصنع النصر عبقرياً نبيلاً قسماً إنني أراه وشيكاً وعليه مع الجلال سماح * * * بعضَ صبر يا صاحبي لتراه | وعلى وجهه رجاء قتيلُ واعتراها بعد الشموخ ذبول والدم الحارس الحمى مطلول وهوى فارس وساد هزيل وعفا مجدها وتاه الدليل واستنامت بعد النفار ذحول واستطال الجبان والمرذول ودياري كأنهن طلول * * * إن حزني وأنت أدرى طويل وبكائي وهو العصيّ جليل أو لحسناء ودها لا يميل إذ غدت قصعة غزتها الفلول كلّهم في أثامه قابيل وجحود وسامري جهول حين ضلت قلوبهم والعقول ودماء وفتنة وغلول بل شكا ما جنوه عزرائيل وحناياه جمرة وعويل شبح راعش اليدين كليل أم هو العجز والهلاك الوبيل * * * إنه الدهر دورة وسبيل غَدوة لا تني وهذا قفول ولها سطوها الجديد الأثيل فاعتدى ظالم وعاثت فسول يومه بسمة وظل ظليل صادق يصنع المنى وينيل وتوالت فكل حال يحول يملأ الرحب زهوه والصليل مرة قاتل وأخرى قتيل جمرة من لظى وعزم أصيل وثبة للعلا وزحف يهول ويسود التكبير والتهليل وهم الشيخ والفتى والبتول ظافرات أعلامها والخيول وعلى مبتغي الأذى سجيل * * * باهر حسنه فعول قؤول إنما الصبر في الدجى قنديل خالدي الغرار عضب يصول وعريض من فخرها وطويل لرقاب العدو سيف أكول فإذا البغي راغم وجديل أو سبايا غصَّت بهن السهول لم تلوثه غدرة وغلول وعليها من الصغار ذهول ما حمتها قناً لها ونصول وزعيم من ذعره مشلول وهو في وهمها منوع حؤول * * * يوم يدعو الأقصى ويدعو الجليل أينا زائف وأي أصيل جمعكم أيها العدى مخذول والكياد الذي له تضليل فيه عصف مثل الدبى مأكول * * * واستمع لي إن البلاء يزول بيد أن الرجاء فيها حفيل هذه جنده وهذا الصهيل وانتصار النبيل دوماً نبيل وعليه من الهدى إكليل صانعوه من الكماة الفحول * * * مثل بدر وهو النبيل الجليل |
