قمَـرانِ تحت التـراب
17أيار2014
سعيد عبيد
سعيد عبيد
(إلى روحيِ الأستاذين الحبيبين حسن أرشاش وعبد الحكيم عمرو رحمهما الله تعالى)[i]
أحبُّ الصالحين ولستُ مِنهــمْ * لَعَلِّي أنْ أنالَ بِهمْ شفاعــــــهْ
وأكرهُ من تجارتُهُ المعاصــي * ولوْ كُنّا سواءً في البضاعـــهْ
(الإمـام الشافعـي)
| قَمرانِ دَسَّهُما الرَّدى تحتَ التُّـرابِ قمرانِ في أَوْجِ التَّمامِ دَعاهُمـا هَوَيَا فدمعُ الأنجُمِ الخَفِراتِ أَنْـ وَصدَى أنينِ الفَقْدِ في رجْعِ السَّمـا لولا التَّجلُّدُ كادَ يُهلكُنا الأسَـى وبأنّنا نُلفي الأحبَّةَ إذْ مَضَـوْا كَمْ قَدْ صَحِبْتُهما فلمْ أرَ مِنهُمـا كمْ قد صَحِبتُهما فما أتَـيَا الَّـذي كمْ قد صحِبتُهما وكمْ صبِرا علـى قدْ كان يكفيني بأنَّهُما مَعِـي خُلُقٌ أَرِيجُ الأنبياءِ أريجُـهُ وتحرُّزٌ عنْ كُلِّ ما يُزْري بِعَصْـ وتَصَبُّرٌ رُغمَ المشَقَّةِ في وغَى الـ عَجِبَ التَّفاني مِنْ صنيعِهما معًـا وترفُّـقٌ وتعفُّـفٌ وتعقُّـبٌ وعلى المُحَيَّا بَسْمةٌ عُلْوِيَّـةٌ قدْ آثرَا شَرَفَ الفضيلةِ والتُّقـى رَضِيَا الكَفَافَ من الوظيفةِ خالِصًـا فسلُوا المساجدَ عنهما تُنْبِئْكُـمُ وسَلُوا المدارسَ عنْ حدائقَ بَرْعمـتْ وسَلُوا الأفاضلَ هلْ كمِثْلِهِمـا رَأوْا إنّي أرى رِضوانَ[ii] يفتحُ صَـدرَهُ يَأيُّها القَمرانِ طِيبَا وادْخُـلا يَهْنيكُما فَلَكٌ مُحَمَّدُ شَمسُـهُ | حَكمَ الكِتابُ فلا اعتراضَ على الكِتـابِ داعي الإلهِ فلبَّيَا دونَ ارتيـابِ ـهارٌ وأفئدةُ الكواكبِ في اضْطـرابِ ءِ تلفَّعتْ بِدُجًى لِزلزالِ المُصـابِ ويَقينُ أنَّا نَلتقي بعدَ الغِيـابِ فَرِحينَ بالبُشرى على سُرُرِ الثَّـوابِ إلا الجميلَ يَزينُهُ لِينُ الخِطـابِ يأباهُ ذو شَرَفٍ رفيعِ الإنتسـابِ حُمْقي فما نبَسا بِحرفٍ مِنْ عِتـاب نِبراسَ هَدْيٍ في دَياجير الضَّبـابِ وسُمُوُّ نفسٍ عن سفاسفِ الارتغـابِ ـماءِ المُروءةِ من تَدنٍّ أو تَصـابِ ـتَّدريسِ في زمن الرَّداءة والصِّعـابِ إنْ تسألوني قُدوةً فهُمَا جَوابـي سُبُلَ التَّحرِّي عن أطايِبِ الاكْتسـابِ إشراقُها شَمسٌ تَفيضُ على الصِّحَـابِ لمّا تهافَـتْنا على وَهْمِ السَّـرابِ لمّا تكالبَتِ الذِّئابُ على النِّهـابِ وسَلُوا الملائكةَ الَّذينَ بِكُلِّ بـابِ وتفتَّحتْ أزهارُها رُغمَ اليَبَـابِ زَيْنُ الشَّبابِ وتاجُهُ سَمْتُ المَتَـابِ؟ ويقولُ: مَرحَى بالَّذينَ أتوْا بِبَابِـي! هَا خالِديْنِ معَ المُشَفَّعِ والصِّحـابِ والكُلُّ يَسْبَحُ في رِضى حُسنِ المَـآبِ! |
[i] - توفي المشمولان بعفوه تعالى حسن أرشاش بتاريخ 5 مايو 2012م، وعبد الحكيم عمرو بتاريخ 8 مايو 2014م.
[ii] - رضوان: خازن الجنة.