*قال الله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام ، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) 85/ آل عمران .
* وقال عزَّ من قائـــــــــــــــــــل : ( اليوم أكملتُ لكم دينـــــــكم ، وأتممتُ عليكم نعمتي ، ورضيتُ لكم الإســــــــــــلام دينا ) 3/ المائدة .
*يقول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت : يا رسول الله صفهم لنا؟ فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.(رواه البخاري .
قُـمْ وانشدِ الموكبَ الغالي من الغُرَرِ = وَعَطِّرِ الشِّعرَ بالأسنى من السِّيَرِ
واحملْ شذا الوحيِ بالإسلامِ تذكرةً = يستافُه الحاملونَ الخيرَ للبشرِ
وألبِسِ الأُفْقَ نورًا من تألُّقِهِ = أحلى المآثرِ من مجدٍ ومن ظفرِ
ولا يَغُرَّنْكَ مَن بالإثمِ قد سكبوا = أقذارَهم سَفَهًـا من أقدمِ العُصُرِ
فَمِنْ مُسَيْلَمَةِ الكذَّابِ أترعَهَا = قولا سقيمًـا تهاوى غيرَ مُدَّخَرِ
إلى حثالةِ أوباشٍ وقد صدئتْ = أشداقُهُم عبثًا في كلِّ مؤتمَرِ
كَهَذْرِ باغٍ غبيٍّ مجرمٍ أشرٍ = يمدُ سوءَ تفاهاتٍ فلم يذرِ
فباءَ مرتكسًا خزيانَ لاقيمٌ = لديهِ تُلفَى ولا من طَيِّبٍ نَضِرِ
قد جاءَه المكرُ من إبليس معتقدًا = أنَّ الشعوبَ طوتها قبضةُ الكدرِ
ففاجأتْهُ بِرَدٍّ غيرِ مُنْتَظَرٍ = وسفَّهَتْ رأيَه درسًا لمُعتَبِرِ
إنَّ الشعوبَ وبالإسلامِ عزَّتُهـا = ليستْ لتركنَ للطاغوتِ من خورِ
فالدِّينُ حـيٌّ بأحناءٍ لها وإلى = ندائِه أسرعتْ في ثوبِ منتَصِرِ
فاغسلْ بحاليةِ الأشواقِ أربُعَنَا = تخضر َّ رغمَ يبابٍ عابسٍ وَعِرِ
وطَهِّرِ الكَلِمَ الفوَّاحَ من رِيَبٍ = واسْكُبْهُ هَدْيًـا بدنيانا لمبتَدِرِ
ليعلَمَ الناسُ بعدَ الغيِّ شرعَتَنَا = وغيرُها لم يزلْ للبؤسِ والضَّرَرِ
قد قلَّبًوا المللَ الجوفاءَ مجحفةً = تسوقُهم للعنا من غيرِ ما ثَمَرِ
وحيِّ موكبَنا القرآنُ قائدُه = إذا ادلهَمَّتْ صروفُ الدهرِ بالخَطَرِ
لم يخشَ طاغيةً أو هابَ قارعةً = في عالَمٍ برزايا الجَوْرِ مستعِرِ
يحيا ويُحيي البطولاتِ التي ملأتْ = سمعَ البريَّةِ بالإقدامِ والصَّدَرِ
هو الوفيُّ وعينُ اللهِ تحرسُه = وليس ينأى ولا عنه بمنحسِرِ
أكبَرْتُه موكبًـا يحمي رسالتَه = ولا يلينُ لخطبٍ حـلَّ بالنُّذُرِ
تعلو بفتيانِه راياتُ عزَّتِه = ويؤثرُ الموتَ دونَ الحقِّ والظفَرِ
لم يركنوا لانقلاباتٍ يؤجِّجُهَـا = حقدٌ على السُّنَّةِ الغرَّاءِ والسُّوَرِ
وإنَّه الحُـرُّ توَّاقًـا لملحمةٍ = تعيدُ أسفارَ أمجادٍ لذي بصرِ
فانشرْ لأحداقِهم ماكان من صورٍ = جلَّتْ على أُفُقِ التاريخِ من صورِ
وقلْ لقافلةِ الأبرارِ لاتهنوا = أو تحزنوا لمُصابٍ مؤلِمٍ عَسِرِ
بالصَّبرِ والجَلَدِ المعهودِ عندَكُمُ = وباليقينِ بربِّ الناسِ والقدرِ
ستشرقُ الشَّمسُ بالإسلامِ مطلعُهـا = فالنُّورُ يبزغُ حينًـا من كُوَى الخطرِ
فدعْ لهنَّ سنى التقوى فدافقُها = يرشُّ ما جفَّ من أوراقِها الخُضُرِ
فلن تقيمَ قلوبَ اليائسين سوى = شريعةُ اللهِ في بدوٍ وفي حظرِ
وَلْتُفْتَحِ اليومَ أبوابَ الجهادِ فقد = رمنا الخلاصَ من الطغيانِ والخورِ
وانزعْ ثيابَ الونى عنها فما نفعتْ = بلادةُ الحسِّ قلبَ الخائفِ الضَّجِرِ
وألبسِ اليومَ أفواجَ الشبابِ هُدَىً = فزينةُ الشَّهمِ ثوبُ العزِّ في البشرِ
واستسقِ ربَّك من فوَّاحِ رحمتِه = فرحمةُ الله لم تُعدَمْ مَدى العُصُرِ
تجري مقاديرُه حقًّا على حقبٍ = في الحربِ والسِّلمِ ، والبلوى لمُعتَبِرِ
ورايةُ الفتحِ لم يَعْلُ الزمانُ بها = إلا على مهجٍ تفديه في العُمُرِ
فليسَ ينصُرُ ربُّ العرشِ مَن خَذَلوا = قرآنَهم في الورى عطلا بلا وزرِ
فأينَ أجنادُه الفرسانُ في زمنٍ = هاجَ الضلالُ به في كلِّ منحدرِ
قد باتَ يرمُقُنا بالهزءِ طاغيةٌ = يُثيرُه الكِبرُ ، بئسَ الكِبرُ من قّذَرِ
وآخرون بلا دينٍ ولا خُلُقٍ = ولم يبالوا بما في الغيِّ من ضررِ
يومَ انثنينا ولم ننصرْ عقيدَتَنا = وساقنا الوَهْنُ في تِيهٍ من الحُفَرِ
وراحَ يلهو بنا كفُّ الظلامِ كما = يلهو الخَلِيُّ على الميدانِ بالأُكَرِ
حتى أتتْ عصبةٌ باللهِ مؤمنةٌ = تجدِّدُ الدينَ بالإيمانِ والسِّيرِ
شبابُها المؤمنون الصُّبْرُ مابرحوا = يناجزون أعاديهم ذوي الصَّعَرِ
وواجهوا دولَ الطغيانِ كافرةً =وأرهبوها بروحِ العزمِ في العُصُرِ
فَلْيَنْدَمِلْ جرحُنا أَمَّا عصارتُه = فكأسُ فتحٍ نديٍّ غيرِ منحسِرِ
فالبأسُ والألمُ الدامي وما حفلتْ = به الليالي من الأرزاءِ والضَّجرِ
لم يَغْنَ شعبٌ إذا مالانَ ساعدُه = ونامَ في غفلةٍ حيرانَ كالحجرِ
أما الغِنى فَبِقُوَّاتٍ مدججةٍ = بعزَّةٍ وجهُها الأعلى لمزدَجَرِ
فَسُلَّ سيفًا وعشْ في ظلِّه بطلا = يخشَ العدوُّ سيوفَ العزِّ للدُّثُرِ
سئمتُ من قائلين : الذُّلُّ منقصةٌ = وهم على مهدِه المخضوضرِ العَطِرِ
يتاجرون بأقوالٍ مزيَّفَةٍ = ويرقصون بها ليلا على وَتَرِ
يحـزُّ بالنفسِ حالٌ ما أقمتُ له = من قبْلُ وزنًا بأحلامٍ ولا وطرِ
قد مسَّنا القرحُ لكنْ لم نزل هملا = بغيرِ وعيٍ ولا شوقٍ إلى أثرِ
وضاقَ بالشِّعرِ صدري بعدما طفحتْ = سودُ المآسي وخطبٌ غيرُ منحسرِ
ما للأناشيدِ التي أخوتْ بدوحتِها = وصوَّحتْ نضرةُ الأفنانِ في الشَّجرِ
وباتَ في الأربُعِ الشاكي لتصفعَه = ريحُ الضياعِ بتيهِ الخوفِ والحذرِ
يبكي أمانيه صرعى ليس تحرزُها = أضغاثُ حلمٍ من الأوهامِ محتقرِ
ياهادمَ المجدِ قُـمْ وارفع دعائمَه = بشرعةِ اللهِ تسمعْ ضجَّةَ الخَبَرِ
ياحاملَ الكربِ ياشعبي بك ابتهجتْ = كلُّ الشعوبِ قُبَيْلَ الوهْنِ والخورِ
قُـمْ طهِّرِ الروحَ من ريبٍ ومن سَفَهٍ = وابْنِ الرجولةَ بالإسلامِ وافتخرِ
واحذرْ أذى ما تولَّتْهُ حضارتُهم = فحقلُهم قاحلٌ من غير ما ثمرِ
فالشؤمُ في أوجهِ الفُسَّاقِ ملتهبٌ = والشَّرُّ بينَ يَدَيْ ذئبٍ وذي ظُفُرِ
واعلمْ بأنَّ أوانَ الفتحِ أيقظنا = ووحيُه في كتابِ اللهِ والزُّبُرِ
ألم تَـرَ الناسَ من أهلِ الهدى نهضوا =وجرَّدوا للمعالي كلَّ مُدَّخَرِ
لم يعبؤوا بالرياحِ الهوجِ تلفحُهم = ولا استخفَّ هواهم ناعمُ السُّرُرِ
يرنون في هدأةِ الأسحارِ تكلؤهم = عنايةُ اللهِ في حلٍّ وفي سفرِ
هي الليالي مليئاتٌ بما كتبتْ = يدُ المقاديرِ من زجرٍ ومن عِبَرِ
واللهُ أدركنا من قبلِ مهلكةٍ = كادتْ تُواري مُحَيَّا المجدِ في الحُفَرِ
وأدبرتْ وحشةٌ نالتْ مخالبُها = منَّـا وولَّتْ مخازيها إلى سقرِ
ياربِّ أتممْ رِضًا عنَّـا فأنتَ لنا = نعمَ النَّصيرُ إذا لذنا من الخطرِ
سألتُك الفرجَ الأوفى لأمتنا = فامننْ عليها بنصرٍ غيرِ منحسرِ