سوق وادي بردى
سلِّمْ على شامي بليلِ غرامِها
واقرا لها منْ ذكرياتِ كلامِها
و احملْ من الأشواقِ دفقةَ شاعرٍ
جرحتْ جوارحَهُ رؤوسُ سهامِها
بردى ينامُ على الضِّفافِ حمامُهُ
مَنْ أيقظَ الورقاءَ مِنْ أحلامِها
أ لأجلِ ورقاءٍ ستسجعُ أمّةٌ
بالحزنِ يخلطُ صوتُها بمقامِها
و تردّدُ الأصداءُ صوتَ هديلِها
و تنوحُ في بردى بواذخُ هامِها
مسكيّةُ الأرواحِ عنبرُ ريحِها
عَرْفٌ منَ الأعوادِ كانَ بشامِها
دفقاتُ ماءٍ منْ سحائبِ (دمّرٍ)
مزجتْ بلونِ الرّيحِ صوتَ غمامِها
أهدى إليها الموتُ لونَ وشاحِهِ
زفَّتْ إليهِ دماءَها برغامِها
(بسّيمةٌ) ذكرى تمرُّ بخاطري
و خواطري ماجت بدمعِ حِمامِها
و (الفيجةُ) المعطاءُ جفّفَ ماءَها
صاروخُ حقدٍ هاضَ جنحَ سلامِها
إنّي (بحمصَ) أزورُ كلَّ مدائني
و الحلمُ يحملُني بطيِّ ظلامِها
ما للعروبةِ قدْ نَبَتْ أسيافُها
و تخدَّرتْ مهجٌ بوقعِ كلامِها
و النَّفطُ صارَ مطيّةً لعدائِها
و الفقرُ يجلسُ عارياً بسنامِها
في كلّ نائبةٍ يصرِّحُ نائبٌ
عجزتْ فهومُ النَّاسِ عنْ إفهامِها
و نعودُ للصحراء نوقدُ ثأرَنا
و نفرِّقُ الأمَّاتِ عنْ آرامِها
عصرٌ منَ التَّجويعِ حلَّ بشامِنا
و بيوتها دالتْ بذلِّ خيامِها
كالنَّاقةِ الجرباءِ ألقتْ رحلَها
و تعيشُ سائمةً بغيرِ زمامِها
أجَّتْ علينا النَّارُ منْ كلِّ الدُّنا
يتناوبُ الظُّلّامُ في إضرامِها
جلبوا لنا منْ كلِّ حدبٍ ثلَّةً
باهتْ بنارِ الحقدِ في إجرامِها
ويلٌ لنا منْ شرِّهمْ و دهائِهم
طالتْ ليالي الشَّرِّ في إظلامِها
ساموا البلادَ بحقدِهمْ خسفاً بها
و تلذَّذوا بالقطعِ في أرحامِها
ليستْ لنا سبلُ النَّجاةِ بطوفِنا
لا نوحُ يحملُنا بفلكِ كرامِها
هذي السَّفائنُ للنَّجاةِ بزعمِهم
قُطفتْ زهورُ العمرِ منْ أكمامِها
و بقيتِ وحدَكِ يا بلادي ثورةً
فتكالبَتْ أممٌ على إرغامِها
نزقُ المهارى في بلادي مَنْ يرمْ
لجمَ المهارى ماتَ عنْ إلجامِها
وسوم: العدد 702