الحُزنُ مأكلتي ومائي الهمُّ= وَالقَهْرُ سُلطاني وبي يأتمًّ
يا أيُّها الصًّحبُ اهْربوا من لَوْعَتي=لا تسألوا عنّي ولا تهتمُّوا
سِيروا إلى أفراحِكم ودَعُوا الذي=رُوحُ الهَناءِ إذا بَدا تَغْتَمُّ
يا لائِمي لَوْ ذُقتَ ما ذاقَ المَلو=مُ عَذَرْتَهُ، لَوْمُ المُعَذَّبِ لُؤمُ
أهْرقتُ عُمري عندَ أقدامِ السّرا=بِ، فَضَجَّ من عُمري المُراقِ الوهْمُ
لَمْ يُبقِ لي ذِئبُ الفِراقِ أحبّةً=تَحْنو وأشْلاءَ الذَّبيحِ تَلمُّ
أوْ ذِكرياتٍ من رحيقِ طُفولتي=ما لِي بأيّامِ الطّفولةِ عِلْمُ
وكأنّني مَذْ كنتُ كُنتُ مُعَمَّرًا=أخطو بأيّامٍ قَلاها الغُنْمُ
حتّى الأمانيُّ الصِّغارُ خَذَلْنَني=وطَعَنَّ قَلْبًا ماتَ فيه الحُلْمُ
حتّامَ أحْتَملُ الهُمومَ، تُصَعِّرُ الـْ=أفراحُ لي خَدًّا، ويَجْفو البَسْمُ؟!
حَتّامَ يَشدو الحظًّ في أفنائهم=فإذا أتاني نالَ منه البَكْمُ؟!
أمْسَيْتُ أحْلُمُ بالرّحيلِ، يُريحُني=لَحْدٌ .. أنيني معْ أنايَ يَضمُّ!