رباعيات 2017

الجزء الثالث

يُسائِلُ: هَلْ عَشِقْتَ؟ فَقُلْتُ مَرَّهْ

وَما زالَ الْغَرامُ يَصُبُّ قَطْرَهْ 

وَمَنْ لَمْ يَعْشَقوا عانَوْا شُذوذًا

فإنَّ الْحُبَّ، كَالتَّوْحيدِ، فِطْرَهْ

يُفتي فُؤادي مَنْ أَتى يُسائِلُ

لا يَعْشَقُ الْعاشِقُ وَهْوَ عاقِلُ

قَدْ طارَ عَقْلي عِنْدَما خَطَرَتْ

وَكَمْ بِريمٍ فُتِنَتْ أَيائِلُ

عَجِبْتُ وَلَسْتُ بِغِرٍّ عَجِبْ

فَيا ما رَأَى النَّوْرَسُ الْمُغْتَرِبْ

عَجِبْتُ لِمَنْ يَنْشُرُ الشائِعاتِ

يُدافِعُ عنْ حقِّهِ في الكَذِبْ!

يَقولُ: وَيْلَنا مِنَ الْجاحِدِ

فَقُلْتُ: واليْتُمْ عِدا الْواحِدِ

مُصيبَةُ الْأَعْرابِ مُنْذُ الْأُلى

عِشْقُ الْعِدا مِنْ طَرَفٍ واحِدِ!

نَهَرَتْ مَنْ قالَ: ما أَحْلى الْغَزالا

وَانْثَنَتْ عَنْهُ وَقَدْ زادَتْ دَلالا

لم أُعاكِسْها فقالتْ: وَيْحَهُ

 أَهْوَ أعمى لا يَرى هذا الجَمالا؟!

كَمْ بَليدٍ لَمْ يَزِدْ في الْفَهْمِ قِطَّهْ

لَقَبٌ لَوْ كانَ دالًا قَبْلَ نُقْطَهْ!

لَيْسَ في آرائِهِ مِنْ مَنْطِقٍ

وَيُرينا أَسَدًا مَنْ كانَ قِطَّهْ!

تُمْلي عَلى قَلَمي الْحَسْناءُ ما تُمْلي

وَلَيْسَ يُخْطِئُ في الْإِمْلاءِ مَنْ مِثْلي

ما بَيْنَنا هَمْزَةٌ لا بُعْدَ يَقْطَعُها

فَكَيْفَ تَقْطَعُ لَيْلى هَمْزَةَ الْوَصْلِ؟!

وَمَجْنونٍ، لِيَعْقَلَ، زَوَّجوهُ

فَجنَّنَ زَوْجَهُ وَهَذى أَبوهُ!

وَكَمْ ظُلِمَتْ كَعابٌ في زَواجٍ

بِوَغْدٍ أَهْلُهُ ما أَدَّبوهُ

وَلَمْ أَتَكَبَّرْ كَما الْجُهَلاءْ

فَإِنَّ التَّكبُّرَ لِلْأَغْبِياءْ

فَمَنْ يَتَكَبَّرْ عَلى الْغِرِّ ذَلَّ

إِذا ما ارْتَدى الْأَكْبَرُ الْكِبْرِياءْ

وَتَسْأَلُني: "أَلَسْتُ جَميلَةً؟" ساشا

فَقُلْتُ لَها: جَمالُكِ يُعْجِبُ الْباشا

وَلكِنْ عِنْدَ لَيْلى غَيْرَةٌ نَصَبَتْ

عَلى قَلْبي لِكُلِّ الْغيدِ رَشّاشا!

رباعيات 2017 – الجزء الرابع

يَسْتَنْسِخونَ تَجارِبًا في الْقَهْرِ

لكِنَّهُمْ جَهِلوا، فَلَسْتُ كَغَيْري

قولوا لِمَنْ ظَنَّ الْفِلَسْطينِيَّ قَدْ

يَنْهارُ لَسْنا بِالْهُنودِ الْحُمْرِ

يَدْخُلونَ الزَّنازينَ خَوّارينْ

خَوْفَ أُسْدِ فِلَسْطينَ الثّائِرينْ

في مَسامِعِهِمْ صَوْتٌ راعِدٌ

(إنَّ فيها قَوْمًا جَبّارينْ)

يا مَنْ يُوَلّي الْوَجْهَ شَطْرَهْ

لِيُحْذِيَ الْأَبْيَضَ عِطْرَهْ

تِرَمْبُ قَدْ سَوَّدَهُ

وَأَوَّلُ الْقَطْرانِ قَطْرَهْ 

وَعَجِبْتُ مِمَّنْ جارَ في تَمْييزِهِ

ما نَفْعُ قَصْرٍ بَعْدَ مَوْتِ عَزيزِهِ؟!

ما نَفْعُ مالٍ لَنْ تُصاحِبَ رَبَّهُ

في الْقَبْرِ إِلّا قُطْنَةٌ في ...يزِهِ؟!

حُبّي لِإِخْواني، فَهُمْ جاهي

وَالْحُبُّ عِنْدي الْآمِرُ النّاهي

جَرَّبْتُ كُلَّ صَداقَةٍ وَمَحَبَّةٍ

فَوَجَدْتُ: ما كَالْحُبِّ في اللهِ

مِنْ قالَ إِنَّ الْحُبَّ غَلْطَهْ

لم يَدْرِ أَنْ لِلْعِشْقِ خَلْطَهْ

في دَوْلَةِ الْعُشّاقِ ما

لِسِوى عُيونِكِ أَيُّ سُلْطَهْ

ذِكْراكِ في نَفْسي كَزَهْرِ الْبَيْلَسانِ

وَقَصيدَةٌ حُبِسَتْ عَلى طَرَفِ اللِّسانِ

كَمْ راوَدَتْ صَهْباءُ قَلْبِيَ قَبْلَ أَنْ

تَدْري بِأَنّي لَسْتُ كَابْنِ الطَّيْلَسانِ (*)

الظهران، 3.2.2017 جواد يونس

(*) الطَّيْلَسَان: ضرب من الأَكسية الأعجمية. 

يقالُ في الشَّتْمِ: يا ابنَ الطَّيْلَسَان، أي: إنَّكَ أعْجَميٌّ.

وسوم: العدد 706