حلب الشهباء
في العدد 48 من مجلة الإمارات الثقافية
شهباءُ أنتِ، على الأهدابِ مَرْقاكِ
أنتِ الرؤوم، ودارُ العزِّ سُكناكِ
أنتِ الملاكُ إذا ما اللهُ حاسبَنا
أنتُ البتولُ، وعينُ اللهِ ترعاكِ
زهرُ الربيعِ إذا ما رانَكِ انكسفَ
وارتدَّ يجثو ويسترضي لنَجواكِ
أنتِ ابتدعتِ لكلِّ الخَلْقِ حاضرَه
هيا تعافَيْ فأرضُ الساحِ تبغاكِ
لوكان مهرُك أرواحاً تُساق لكِ
كنتُ المقدَّمَ قُرباناً لرؤياكِ
أو كان ثغرُك مِطواعاً لِنلثمَه
جئنا نهرولُ أو نحبو لمسعاكِ
لله درُّك من أرضٍ وقد عبِقتْ
بنفحِ طِيْبكِ أيامي وذكراكِ
لمّا الغزاةُ على أقدامِكِ انكفؤوا
كنتِ العَفُوّةَ، والأشهادُ تلقاكِ
يا مَنْ وقفتِ ببابِ الشرقِ حاميةً
تلكَ الثغورَ، وعينُ الموتِ تَسْلاكِ
حتّى استفاقَتْ بلادُ العربِ واجفةً
ممّا تُعاني من الأهوالِ عَيناكِ
أنتِ المنيعةُ، عينُ اللهِ تَكْلؤكِ
صُنْتِ العروبةَ، فالتاريخُ حَيّاكِ
هيّا نُعانقُ تاريخاً يباهي بكِ
بين الخلائقِ، فالأقوامُ تَهواكِ
وسوم: العدد 708