عراقي يتكلم عن قصة شعره
بلغ عدد قراء هذه القصيدة في موقع ( الحقيقة في العراق ) فقط 35210 قارئاً كريماً ، ونشرت في العديد من المواقع الكبرى والصحف والمجلات ( البحر البسيط) :
أبثّ ُشعري وما شعري سـوى ألمي *** نبضٌ من القلبِ يجري في عروقِ دمي
لا أستـــــــــــكينُ علـــى خمدٍ وجامدةٍ ***الهبْ فقـــدْ يتنــــــــاسى النـّاسُ ياقلمي
انفـــــحْ بقافيةٍ تشفِ النفــوسَ بهـــــا ***** واسـتنهضْ العزمَ سادتْ سكتة ُ العدم ِ
وإنْ جــــذوتَ فلا ترجـمْ بصـاعقـــةٍ ****تهفـــو وأنــــتَ كبركان ٍمــــن الضـرم ِ
اقرأ رويـداً ستبهرُ من شواردهـــــا ****بالعيـــن ِ ميماً ونبــــــــعُ الضــــادِ للفـهم ِ
فالشـّــــــعرُ شعرٌ إذا أضرمته ُ ولعاً
قــد يستفيقُ سباتُ الغافل ِ الذّمم ِ(1)
إنَّ العـــــراق َوإرثُ المــجدِ حلـّتهُ
تكســوهُ بارقة ُ الأخلاق ِ والشّـــــيَم ِ
كـــمْ قــــدْ أجبتُ - وإنَّ اللهَ حافظهُ -
لولا الأصـالة ُ حلـّــــــتْ غمّة ُالغمم ِ
ما ماتَ (تموز ُ) (عشـــتارٌ) لهُ خصبٌ
يومَ (البسوس) و يــومَ (الظالم الدّهم ِ)(2)
انظــــرْ أمامــــكَ إذ ْ دنيـــاكَ صارخة ً:
خلـّفْ خلافكَ بعــدَ الأيـــــــن ِ والوصم ِ
مـا فاقَ قومٌ تناســـــوا عزَّ وحدتهمْ
وأيقظوا فتنـــة ً مــــــن سالف القِدم ِ
ما بالكمْ ؟ عمَّ ربّ ُالكون ِ نعمتكمْ
وتغبطون شذاذاً في دُنى الظـّلــم ِ!
لا ترتجي مـــــــن سواك العدل يحكمهُ
إذا رضيتَ بخــــــسفٍ في الدّجى فنم ِ!
ماذا دهاكَ؟ ألمْ تردعكَ ضائقة ٌ؟ً
من غير رشدٍ تغافتْ عصبة ُالحُكم
ماذا خفى من تراثٍ أنت وارثــهُ
والحـــقُّ شعـــــلتهُ نــارٌ على علم ِ
تقدّمتـنا أنــــــــاسٌ أفقهم عـــدمٌ
والدّرّ ُ حـــــــالَ بأيــديـنا إلى فحم ِ
فالـــــدّهرُ لا تؤمنُ الأيّـامُ مقلبهُ
منْ غـــرّةِ الغـُرِّحتى وحشةِ العدم ِ
ويضحكُ المُقــــــــلبُ الغدّارُ سالفهُ
أينَ اعتباركَ من أسطورةالوهم ِ؟!
لا ترتجي الصبرَجورُالضيم ِيعقبهُ
والحرّ ُمن جــزّعَ الدنــــــــيا ولمْ يلم ِ
إنَّ العــــراقَ إذا أودعتهُ أمـــــلاً
أكرمْ به -إنْ تعافى- باذخ النـّعم ِ
هـــذا الترابُ وإنْ صفـّيتهُ ذهباً
لا يرتقي شـــــأوهُ تبْرٌ من الكرم ِ
إنْ جفَّ نهرٌ ونهرانٌ لنا عســفاً
نهر الحياةِ غزيرٌ من قوى الهمم ِ
يا ليتهمْ نظروا الآنـامً لاهفـــــة ً
لعشـّها أمَلتْ تــــرنو إلى الــرّحم
طلَّ(المسيـحُ) فعاد(السندباد)لهمْ
يزهو بشدو ٍ وألحان ٍمن النـّـغم ِ(3)
لا تقنطوا أنّ (عنقاءً) قد احترقت
رمادها عادها تسمو إلى القمم ِ(4)
وليس في الأرض ِشعبٌ دامَ مسلكهُ
خيراً فخذ ْعبرة ًمنْ سـالفِ الأمم ِ
منْ يعملْ الخير لم يعدمْ ْجوازيه
إنّ الحياة َ لأقسامٌ مـن العزم ٍ(5)
صبراً جميلاًعلى البلوى وحكمتنا
للهِ حـــكمٌ وهذا حســــــنٌ مختتم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (سبات الغافل ِ الذمم ِ) : الذمم ليس صفة إلى الغافل ، بل مضاف إليه إلى الغافل ، ويجوز في اللغة العربية أن يعرف المضاف بتعريفين (الإضافة) و (الْ) ,راجع شرح ابن عقيل ج2 ص 46 باب الإضافة :
ووصلُ (الْ) بذا المضاف مغتفرْ*** إن وصلتْ بالثان ِكـ (الجعدِ الشعرْ)
وابن الرزمي يقول :
وأولادنا مثلُ الجوارح ِ أيّها*** فقدناهُ كان الفاجعَ البينَ الفقدِ
كما ترى( البين) مضاف معرف بـ (الْ) (الفقدِ ) مضاف إليه.
(2) الأساطير شغلت تاريخ الشعوب القديمة الأشورية والبابلية والفينيقية واليوانية والرومانية والبابلية والعبرية , واستخدمها الأدباء المعاصرون كالحكايات والرموز ومنها : كانت الآلهة (عشتار) تجسيدا للخصب ,وكان ( تموز ) القوة الخلاقة التي تبعث الحياة في مدينة الوركاء و لعشتار كثير من العشاق وبضمنهم (تموز) الذي كتب لاسمه ان يقترن باسمها ، وكان من اشهر احبائها فقد تزوجته وعاشا في (بيت الحياة) ، وحرب البسوس هي حرب قامت بسبب ناقة لامرأة اسمها البسوس التميمي، وذلك بين قبيلتي بكر وتغلب وأستمرت 40 عاما من 494 م إلى 534 م.(الظالم الدّهم ) أي طاغية مرّ بتاريخ العراق , وتموز عشتار قابلان وقادران على الخصب واخير والمحبة والتواصل.
(3) المسيح رمزاً لإنقاذ عالم البشرية , والقول بأنه سيأتي شخص وسيقوم بطل بإنهاء هذه المجاعة والفقر والجدب و الانعتاق من أسر الواقع ورتابة الحياة الاجتماعية, والسندباد إسطورة معروفة في ألف ليلة وليلة - ولو يرجعونها للعبرية - هدفه التنقل بحراً أو برّاً لملاقاة الأهوال والأخطارللإنعتاق من الواقع المرير والرتيب , ومعظم العراقيين أصبحوا سندباد .
(4) أسطورة ( العنقاء) التي تحرق نفسها وتنبعث من رمادها لتزداد نضارة وفتوة وتجدد خلاق.
(5) صدر البيت للحطيئة , مع تغيير بسيط لإستقامة المعنى , إذ ليس كل فاعل خير يجازى , ولكن الحطيئة كان ذكياً حيت أشرك الله في العجز ÷ لا يذهب العرف بين الله والتاس) , والعزم : المطر الشديد
وسوم: العدد 710