تسعون عاماً والنوازلُ تعصفُ=فأبنتَ عن صبرٍ جميلٍ " عاكفُ"
مذ عَهْدِ "فاروقَ" ابتليتَ بمحنةٍ=والغدُرُ صوبَكَ بالمكارهِ قاصفُ
وفّيتَ حظّكَ من نوائبَ جمةٍ=طالتكَ إن بلائها لا يُوصَفُ
دهْرٌ يراكَ هناك بين محابسٍ=ضاقت عليك وما اعترتْكَ مخاوفُ
آلامُ محنتكَ الأخيرةِ تصطلي=بلهيبها ، والقلبُ منها ينزفُ
لكنّك الطودُ الأبيُ ، ومَن علا=قدْراً أبانَ عن الإباء الموقفُ
كم علةٍ نهشتْ ضلوعكَ والردى=زنزانةٌ فيها استبدّ المُسرفُ
تسعون عاماً جُلّهُنّ مرارةٌ=والفارسُ المغوارُ لا يتأفّفُ
ذو قوةٍ ما هابَ قَطّ جَنانُهُ =ظلمَ الطغاةِ إذا بغوَا وتطرّفوا
قبسُ المسيرة إذ تألقَ نورُهُ=سيفانِ بينهما الكتابُ المُصْحَفُ
تسعون عاماً لم ينلْ منهُ الأذى=أبداً ولا أوهى المُنى مُتعجرفُ
مِن فيض نور الحق بالغُ غايةٍ=بَطَلٌ على ألقِ الرجولةِ عاكفُ