حين أبصرتُه وجدتُ كِلاما=في فتى كان فارساً مقداما
كان مثل الهتون يُغْني ويُقْني=ولدى الغاشيات كان حساما
واعداً كان وهو طفلٌ فلمّا=شبَّ أضحى للأكرمين إماما
قلت: ماذا جرى؟ فقال: الدواهي=قد أتتني صواعقاً وضِراما
من بعيدٍ ومن قريبٍ وطاغٍ=وطغامٍ قد أدمنوا الآثاما
أنا أوردتهم جناني ولكنْ=أشبعوني حسادةً واتِّهاما
لا تلمني، فإنّ فيَّ جراحاً=من أذاهم ملأنني أسقاما
لا تلمني، فقلت: أقصر فإني=لن أكون الجهول واللوّاما
إن عندي لما تعاني دواءً=عبقرياً فيه الشفاء تماما
عُذ برب الأكوان والجأ إليه=مستجيراً وواثقاً وهُماما
وتوخَّ الأسحار تتلو وتدعو=وابكِ مثل الأسرى ومثل اليتامى
فدعاء الأسحار أرجى وفيها=ساعةٌ تجعل الدعاءَ سهاما
صائباتٍ تُسدي وتُردي وتأتي=مرةً أنعُماً وأخرى انتقاما
سوف تأتي المسيءَ ناراً وتأتي= لك سعداً وأنعماً وسلاما
بعدها فلتنمْ وفيك يقين=أنَّ عونَ الإلهِ آتٍ لزاما