الَّلهُ يرحمُ ، والصيامُ سيشهدُ = والجاحدُ الإيمانَ ذاكَ الأبعدُ
شهرُ الندى، والعفوُ فيه تَفَضُّلٌ = وبه المآثرُ والمزايا تُعقَدُ
جنَّاتُه الأريافُ يفضي أهلُها = نحو الجوائزِ ، والجوائزُ تُقصدُ
ينجابُ عن أبصارِهم ماطابَ من = قيمٍ تعزُّ ، وهمَّةٍ تتجددُ
الَّله يغفرُ للعصاةِ ذنوبَهم = إن أقلعوا عنها ، وربي الأجودُ
ما آبَ بالخسرانِ إلا فاسقٌ = أو ظالمٌ أو خائنٌ أو ملحدُ
ذاكَ الذي داخت نُهاهُ لغفلةٍ = فيخور في دنياهُ وَهْوَ المقعدُ
ياأيُّها الإنسانُ ويحك لم تزلْ = تنأى عن النهجِ السَّديدِ وتبعُدُ
ناداك ربُّك فاستجبْ لندائه = واللهُ يُرجَى في الحياةِ ويُعبَدُ
بيني وبينَ عقيدتي : العهدُ الذي = فيه الوفاءُ لِمَنْ رجا والمقصدُ
ماضرَّنا الطاغوتُ عربدَ مجرمًا = غضبًا على مَن للإلهِ يُوحِّدُ
فالعزُّ في حفظِ المزايا ، لا إلى = مُرِّ النُّكوبِ عن الهدى والسؤددُ
منها وإن طالَ الطريقُ متاعُنا = ومن اليقينِ بربِّنا نتزودُ
هيهاتَ يُقصينا عدوٌّ ماكرٌ = عن نبعِ شرعتِنا الذي لاينفدُ
أَوَيُشْتَرَى نكدُ الحياةِ بحُلوِها = ويُعافُ خيرٌ للأفاضلِ يُنشَدُ ؟
يابائعَ الأغلى بأبخسِ قيمةٍ = هل طاشَ عقلُكَ أم فؤادُك مُخْمَدُ ؟
فالزمْ ينابيعَ الشَّريعةِ واجعلَنْ = أحناءَ قلبِكِ بالهُدى تتوقدُ
وَعِشِ السُّمُوَّ ففيه أيامُ الرضا = وبها التَّقيُّ وبالصيامِ سيسعدُ
إنْ كانَ جوعُ البطنِ فيها مؤلِمًا = فالجوعُ في طلبِ العلى لايُجحَدُ
يكفي التَّسَكُع في متاهاتِ الهوى = فضياعُ عمرِكَ بالهوى لايُحْمَدُ
لاينعمُ السُّفهاءُ في مُتَعٍ ولا = يحنو الهناءُ على العصاةِ ويَشكُدُ
ساعاتُ فرحتِهم يُصَرِّمُها لهم = داءٌ يفاجئُ أو أذىً يتهددُ
لم يعرفوا طعمَ السكينةِ إنَّه = حِجْرٌ على مَن للمهيمنِ يسجدُ
* * *=* * *
جاءَ المباركُ ، فالليالي أقمرتْ = وإليه نسعى بالقلوبِ ونحفِدُ
كم قد تجلَّى ربُّنا وتفتحتْ = أبوابُ رحمتِه فهل مَن يقصدُ !
للمصدفين عن الجَوادِ مآلُهم = هذا التبابُ المستفزُ الأنكدُ
وأَدَ الطغاةُ بعبئِه بلدانَهم = فالناسُ في كربٍ ، وقد ساءتْ يدُ
ألقتْ رزايا الدهرِ من أثقالِها = فوق الصدورِ : فَمُتعبٌ و مُقيَّدُ
هاموا وراءَ سرابِ كلِّ مُضَلِلٍ = وعلى السَّرابِ فحائرٌ ومصفَّدُ
ولعلَّ ما قد أوجعَ القلبَ الذي = غنَّى زمانًا حيث واعَدَهُ الغدُ
غنَّى لقدسٍ يستبيحُ رحابَها = هذا العدوُّ الأرعنُ المستأسدُ
فاضتْ دماءٌ ، واستُبيحتْ أُمَّةٌ = وعلى شفاهِ المشفقين تَنَهُّدُ
ماعافَ أهلُك يافلسطينُ الفدا = فالعزمُ أقوى ، والجهادُ يُجَددُ
سبعون عامًا لم تنم آماقُهم = وسيوفُهم رغمَ العنا لاتُغمدُ
وعلى خطى الشهداءِ سارت أمَّةٌ = والوعيُ أيقظَ مَن إليك توافدوا
مَن قال إنَّ الشَّعبَ نامَ بغيهبٍ = وطوى مروءتَه ؟ فهاهو يصمدُ
سيظلُ بالإسلامِ يهتفُ مؤمنا = وله مع النصرِ المؤمَّلِ موعدُ
دمُه الزكيُّ : روايةٌ نشوى ولا = يُسفَى على هوجِ الرياحِ ويبرُدُ
فالشَّعبُ حيٌّ ماثنَتْه عواصفٌ = والحقدُ يبلى ، والحشودُ تُبَدَدُ
وهو الأبيُّ عقيدةً وفيالقًا = وجهادُه ماضٍ ، وليس يصفَّدُ
وجدَ الطريقَ كما مشتْهُ بطولةٌ = ليست تضلُّ مسارَها أو تخلَدُ
فالمسلمون أعزَّةٌ ماعفَّرتْ = تاريخَهم محنٌ تقومُ وتقعدُ
إيمانُهم باللهِ سوطٌ مسلطٌ = يكوي ظهورَ الظالمين و يجلدُ
تقضي عقيدَتُهم إذا ما هُدِّدوا = أن لايهونوا في اللقا أو يُجهَدوا
فبدينِهم ترجو الشعوبُ خلاصَها = وبسُنَّةِ الهادي البشيرِ ستسعدُ
يا أهلَ أرضٍ قُدِّستْ أعنانُها = والأنبياءُ على ثراها تشهدُ
ياجيلَها المقدامَ ثارَ فردَّ مَن = خانَ الرؤى ، وعلى الهدى يتمردُ
لم يخشَ عاصفةَ الخطوبِ مريرةً = وهو الذي يوم الكريهةِ يصمدُ
هبُّوا وقائدُهم سنى قرآنِهم = وإمامُهم فيها النَّبيُّ مُحَمَّدُ
لاترهبوا حشدَ اليهودِ فإنه = مثلُ الغثاءِ ، فعاهرٌ أو مفسدُ
إسلامُكم أعلى ، وما هانَ الذي = هو من لَدُنْ ربِّ السَّماءِ مؤيَّدُ
في كلِّ موقعةٍ ترونَ عدوَّكم = بالذُّلِّ والمقتِ المهينِ يُقلَّدُ
سبعون عامًا والمكائدُ لم تزل = والقدسُ للقوم البغاةِ تُمَهدُ
والقدسُ تأسى عند كلِّ فجيعةٍ = و وراءَ كلِّ مصيبةٍ تتنهدُ
هل في زعامات اليسارِ مروءةٌ ؟ = أم في قياداتِ اليمينِ المنجدُ
ياويحَ باكيةٍ يُداسُ وليدُها = ويُهانُ والدُها العجوزُ المقعدُ
والزوجُ أرداهُ الرصاصُ مضرَّجًا = والبيتُ بالنسفِ المريعِ مهددُ
وتقول : ( وا...) ويردُّها صمتُ الأسى = عن أن تنادي مَن يجيبُ ويشهدُ
آهٍ فما من وجهٍ معتصمٍ نرى = وصليلُ سيفِ أبي عبيدة مُبعدُ
ردِّي يديكِ وأرسليها صرخةً = باتتْ لها صمُّ الجبالِ ترددُ
فالأبعدون مُعَفَّرون بذلِّهم = والأقربون على الهوانِ تجلدوا
وعُلاك أفسده فسادُ نفوسِهم = واستعذبوا وَهَنَ الخنوعِ فأُقعدوا
سبعون عاما والزعامةُ ثوبُها = بدمِ الشهيدِ مزخرفٌ متوردُ !
قامتْ على الزورِ المبينِ كَذوبةً = ملعونةً بيدِ الثعالبِ ترقدُ
ماجاءنا بطلٌ بثورته التي = بفمِ البلاغاتِ العتيدةِ تنشدُ
إلا وفي نبراتِه مكرٌ على = ظهرِ الأكاذيبِ العجيبةِ يصعدُ
سبعون عاما والعدوُّ يضمُها = شبرا إلى شبرٍ يليه ويحشدُ
أرأيتَه كيف استهانَ بأُمَّةٍ = أرأيتَ كيف بخيرِ عزٍّ نزهدُ
أرأيتَه كيف اشمخرَّ بقدسِنا = مستهزئًا مستكبرًا يتوعَدُ
هزَّ الشموخَ بوجهِنا وكأننا = غلمانُه ، وهو الأبيُّ السَّيدُ !
تعسا لطغيانٍ رمى أمجادَنا = ثكلى فما ملكت لرايتِها يدُ
تبكي العيونُ على تعاسةِ حالِنا = وقلوبُنا حَجَرٌ أصمُّ و جلمدُ
يا أُمَّتي هبِّي فما من منجدٍ = إلا الإلهُ وفضلُه لا يُجحَدُ
فلقد هوتْ راياتُ كلِّ مضللٍ = وتقاعسَ الطاغي ، وذلَّ الملحدُ
هيهات يُحسنُ أن يقودَ ثباتكم = مَن لايباركُ في خطاه المسجدُ
إنَّ الذي لم يألف التقوى ، ولا = يخشى الإلهَ فإنَّه متنمردُ
زرعَ الفصامَ اليومَ بين صفوفنا = وتراه للفوضى البغيضةِ يحصدُ
خابت نفوسُ المبعدين عن الهدى = وهي التي بشقائهم ستُصَفَّدُ
فاستبشروا ببزوغ نورِ وفائكم = ورفيفِ راياتٍ وربِّي تُعقدُ
هذي ( حماسُ ) عقيدةً و بطولةً = من بينِ حمحمةِ النوائبِ تولدُ
قد فجَّرتْ للثأرِ بركانَ الفدا = فاستيقظَ الغافي ، وهبَّ المقعدُ
للهِ ، لا لهزيمةٍ جاءت إلى = ساحِ الجهادِ ، وبأسُها يتوقدُ
ما أذعنتْ للخائنين ، ولم تكن = إلا لربِّ العرشِ ويحك تسجدُ
ولغيرِ بارئِها الذي أعلى بها = علمَ الجهادِ اليومَ لا تتعبدُ
هلَّتْ و وجهُ زمانِها متلبدٌ = وعدوُّها متغطرسٌ متعددُ
ومشتْ وأنوارُ المصاحفِ حولَها = فجرٌ جديدٌ كالضحى يتجددُ
هي قوّةٌ خرجتْ من الظلماتِ في = زمنٍ يميدُ من الخطوبِ ويُرعدُ
ولها من الإيمانُ صرحٌ ثابتٌ = ولها على أُفُقِ البطولةِ فرقدُ
هانَ الذين استعذبوا طعمَ الهوى = ( وحماسُ ) رايتُها الأبيَّةُ تُعقدُ
هيهات يرضى المؤمنون بذلَّةٍ = أو أن يهونوا حقبةً أو يرقدوا
(فحماسُ ) بايَعَتِ الإلهَ ولم تزلْ = بوفائها ترعى السُّمُوَّ وتصعدُ
ترعى العقيدةُ في النفوسِ كرامةً = فرؤى الضياعِ بجفنِها لا يُوجدُ
إسلامُنا نورٌ ، فلم يسقطْ على = ظلماتِ غيِّ المجرمين موحدُ
مَن عاشَ والإسلامُ نهجُ حياتِه = فسبيلُه نحو النجاةِ مُسَدَّدُ
( وحماسُ ) مَدَّتْ بالجهادِ يمينَها = فلهيبُ ثورةِ شعبِها لايخمدُ
أرأيتَ فتيانَ الحجارةِ دوَّخوا = جمعَ الصهاينةِ اللئامِ وبدَّدوا
فإذا بهم جيلٌ يجندُه الهدى = ماغرَّه عيشٌ يطيبُ و عسجدُ
واليومَ ثورتُهم تهزُ قلوبَ مَن = ركعوا لبغيِ المجرمين وأخلدوا
تأبى الشهامةُ أن يسودَ أذلةٌ = ويُهانَ في سوقِ الأسافلِ أصيدُ
تبقى فلسطينُ الحبيبةُ موئلا = للمسلمين ، ودوحُها لايُعضدُ
تعلو مآذنُها ، ويصدحُ فجرُها = أما يهودُ فما لحاضرِهم غَدُ
ولقد قضى ربَِّي بمحكمِ آيه = أنَّ اليهودَ كيانُهم لايصمُدُ
عاشوا على دمِ أُمَّةٍ ، لكنَّهم = مهما يطولُ زمانُهم لن يسعدوا
وَعْدُ النُّبوةِ صادقٌ فليعلموا = وَلْيُبصروا أحوالَهم وَلْيَشهدوا
علمتْ يهودُ ببأسِنا، وبحبِّنا = للموتِ إنْ نادى الجهادُ الأجودُ
هذي ( حماس) وهذه راياتُها = وسهامُها نحو العدوِّ تُسَدَّدُ
وهي البدايةُ لاقتحامِ حصونِهم = وهي السبيلُ الأقومُ المتفردُ
أقسمتُ لاغير الجهادِ يسوقها = لفنائها ، ولبئسَ ذاك الموردُ
وبه ازدهى وجهُ الإباءِ لأُمَّةٍ = كادتْ على جمرِ المكارهِ تقعدُ
ياللشباب المؤمنين تواثبوا = وليومِ زحفِ الركبِ لم يترددوا
يجري لهم حُسنُ الثوابِ ، وإنما = يأتي بطلعته الخلاصُ ويُشهَدُ
عصفتْ بأعينِ شانئينا غضبةٌ = برياحِها احترقتْ وربِّكَ أكبُدُ
لن يقدرَ الطاغوتُ لَيَّ إبائِنا = إذ ليس فينا بعدَ هذا رُقَّدُ
يفنى تآمرُهم ، ويبلى كيدُهم = ونظلُ بالدين المؤيَّدِ نحفدُ
* * *=* * *
رمضانُ مَعلَمَةِ المآثرِ ، فالنُّهى = تُسقَى الهدى منهُ ، وطابَ الموردُ
قد ضاعَ زهوُ العمرِ إن فاتَتْهُ من = أيامِه البيضُ الحِسانُ الضُّمَّدُ
ولربَّمَا تاهتْ عقولٌ وانطفتْ = لمَّا نأى عنه الشَّقيُّ المفسدُ
وترنح الأعمى الذي لم يلقَ في = غيرِ الشَّريعةِ في الورى مايُسعِدُ
عقَّ الفضائلَ والمزايا مجحفًا = إذْ غضَّ طَرْفًا شأنُه المتبلدُ
مَن ضيَّعَ الإسلامَ تاهَ غِوايَةً = وبعارِ خيبتِه بها يتقلدُ
ألقى يديه عمايةً بيدِ الذي = قد جاءَ يبغي حتفَه المستأسدُ
وأضاعَ نُبلَ مروءةٍ وشهامةٍ = قد كانتا لعلا الشجاعِ الفرقدُ
ياربِّ آذانا العتاةُ وأنتَ مَن = تُرجى لكبحِ جماحِهم إذ أفسدوا
فاجعلْ لنا فرجًا قريبًا إنها = ضاقت صدورٌ والأسافلُ عربدوا
رحماكَ ربَّ العرشِ هذي نارُهم = بدمِ الشعوبِ أُوارُها يتوقدُ
فَأَحِنْهُمُ عند الغداةِ وَأَطفئِنْ = ياربِّ نارًا واجعَلَنْها تخمدُ