الحياة ظلٌّ يزول

دنياكَ  هذي ، يا أخي ، ظلٌّ  ، تزولُ  كما  يزولْ

هـيـّا  تـدبـّر   أمرها ،    فوراءَها  الأمرُ  الجليل

إن  كنتَ  تبغي الأمنَ  في الدّنيا وما  بعد  الرّحيل

فالزمْ  حدودَ  اللهِ ، واسلكْ  ، يا أخي ،نهجَ الرّسول

لا  تتبعِ الشّيطانَ ، فهو قرينُ  مَن  ضلّ   السّبيـل

والـنـّفـسَ  فاحذرها ، فإنّ  النّفسَ   تأمر  بالرّذيل

خصمانِ ، يا  غوثاهُ ،  للإنسان    كالدّاء  الوبـيـل

كم  زيـّنـا  سوءاً ، فـبـان  سرابُه        كالسّلسبيل

كم  قوّضا  في الدهر صرحاً ، كم  أضلا  من قبيل

قد  أغـويـا  أبـويك  في  الفردوس   والظّلّ  الظّليل

فاحذر  شباكهما ، فإنّ  الـطُّعـمَ    فيهـا    يستميــل

وارقـب إلـهـك     دائماً ،  فالـلـهُ   يهـديك   السّبيل

وإذا استبدّ  بك الهوى  ، ونسيتَ  ، يا هذا ،  الرّحيل

وطفقتَ  تفسدُ  صالحاً ،  وتسير  في  وادي الرّذيـل

وتـتـيـه  بالجاه   المزيّف ،  أيّهـا   العـبـدُ    الذّليل

وتعـدّ  آلافـاً  من  " الليـرات  "  تحسبها   السّبيل

وبـنـيـت  قصـراً  شامخـاً ، وعددته  أحلى  مقيل

وملكت  من إبل الشّـيـاطـيـن  الّتي  ذمّ   الرّسول

وسدرت  في درب الغوايـة   هاتكاً  كلّ  الأصـول

فاعلم  بأنّ الله  بالمرصاد   ،  يا  هذا  الـجـهـول

وسوم: العدد 728