حول مأساة الشام
عامر حسين
في أجواءِ القهرِ والظلم ِوالتعسفِ والجّور، يَحَارُ الإنسانُ كيفَ يعبرُ عن مشاعره ِنحوَ أهله المعذبين المشردين أو المعتقلين،ِ ونحو وطنِه الذي سير إلى الهاوية والدمارِ ، وأيَّ لفظ ٍيختارُ ، وأيًّ خوف ٍسيسكنُ قلبهُ من قصيدته ، وأيَّ عقاب ٍسينزلُ عليه وتهمته(الإسفارُ عن ِ الشوق ِ وإظهارُ المشاعرِ)
في خلوتي ياسادتي وبعد نوم الرقيب تجرأت ورسمت بعض مشاعري بقولي:
أتوقُ لظل ِبستاني لترب ِديارنا القاني
أحنُ لبلبل ٍغنى على الأغصان ِألحاني
أتوق ُلنسمةٍ تحْيي فؤاديَ بعدَ حِرْماني
لساقيةٍ وشلال ٍ وأحصنةٍ وخلان
(لديكِ الجنِّ) مُشْتاقٌ (لتلِّ الشور) تحناني
أتوقُ لماءِ(عاصينا) على شطيهِ بستاني
لأنشُقَ عِطرَ واديهِ وأستشْفي برَيحَان
فماءُ النهر ِسلسالٌ شفاءُ المبعَدِ الواني
أتوقُ وأرتجي وصلا ً لأطفئَ فيه نيراني
أتوق لفلِّنا الأحلى وروعة ِوردِنا القاني
يمورُ الحَورُ نشوانا وهيمانا لتحناني
فأرضُ الشَّام ِأعشقها وأهواها وتهواني
أنا بشرٌ وذا دمعي على أهلي وجيراني
فهلْ سأموتُ من ظمأ وعاصينا بأحضاني
وهل سأكونُ في سهدٍ وضَنكي بين أجفاني
كتمتُ الشوقَ أزماناً وسقمي صاركِتماني
وبحتُ فقيلَ في بوحي نديمٌ بين ندمان
فلاالأقدارُ تسعفني ولاسرِّي وإعلاني
معنى مدنفٌ مضنى وبعدي هاجَ أحزاني
ودمعي سائلٌ سيلاً على وطني وإخواني
أنا بشرٌ ولي شوقٌ وشوقي هدَّ أركاني
أنا بشرٌ ولي أملٌ ولاأرضى بحِرْمَاني
أنا بشرٌ وأمنيتي أموت بتربِ أوطاني
أحبائي ولي أملٌ وطولُ الدرب ِأعياني
ألا صبرا ًعلى البلوى فدربٌ مالهُ ثان
ألا اتحدوا ألا اعتصموا لنهدم صرحهُ الواني
لتعلوَ شرعة َُالباري ويعلوَ صوتُ قرآني