أمة خائبة
عَلَى طَهَ النَّبي خَيرُ الثَّنَاءِ
خِتَامُ المُرسَلين الأَتْقِيَاءِ
وِمِنْ لُبْنَانَ أَبْدَأُ في قَصيدي
بِلاِدُ المَجْدِ مَهْدُ الأَوْفِيَاءِ
لَدَينَا الشِّعْرُ مِنْ إعْطَارِ أرْزٍ
بِسِحْرِ الضَّادِ مِنْ ألِفٍ لِيِاءِ
بَنَيْنَا للْمَكَارمِ كُلَّ صَرْحٍ
قَرَنَّا الوصَلَ في حَاءٍ وَبَاءِ
سَلُوا العَرْكَاتِ والأَعْدَاءَ عَنَّا
بَني صهْيُون دسْنَا بِالحِذَاءِ
حفظْنَا الأَرضَ مِنْ جَورِ الأَعَادي
لأَنِّ التُّربَ يَزْهُو بِالعَطَاءِ
سَأَتْلو قِصَّةَ الأَوْطَانِ سَرْدَاً
عَلَى وَقْعِ المَوَاجِعِ والبَلاَءِ
بِلاَدُ العُرْبِ وَاقِعُهَا أليمٌ
يُديرُ شُؤونَهَا أهْلُ الغَبَاءِ
بُلِينَا في عَدُوٍّ عَاثَ فينَا
وَدَارُ العزِّ آلَتْ لِلْفَنَاءِ
لِئَامُ القَومِ قَدْ سَكَنُوا حِمَانَا
كِرَامُ النِّاسِ أضحُْوا في العَرَاءِ
لَكَ الخَذْلانُ يَا زَمَنُ التَّخَلِّي
شَرِبْنَا الذُّلَ مِنْ كَأسِ الشَقَاءِ
فلِسْطِينُ العُرُوبَة في ظَلاَمٍ
وَأقْصَانَا رَهِينُ الأَغْبِيَاءِ
حَرَائِرُنَا قِدِ اقْتِيدَتْ سَبَايَا
كَمَا لِلْبَيْعِ في سُوقِ البَغَاءِ
وَمَا زِلْنَا نِيَامَاً في سُبَاتٍ
وَشَرُّ النَّومِ إهْمَالُ النِّدَاءِ
فَهَيَّا نُضْرِمُ الهَيْجَاءَ نَارَاً
وَيَا أَحْرَارُ هُبُّوا لِلِّقِاءِ
دِمَشقُ الشَّام وَا أَسَفَاً عَلَيهَا
غَزَاهَا الظّلْمُ غَاصَتْ بِالدِّمَاءِ
مِنَ الآلامِ تَجْتَرِعُ المَآسي
وَعَيْنُ الأُمِّ تُدْمَى بِالبُكَاءِ
ذِئَابُ الغَرْبِ تُمْطِرُهَا وَبالاً
وَفي الأَرْجَاءِ تَصْدَحُ بِالعَوَاءِ
وَلا تَلْقَى لِنَجْدَتِهَا مُعِينَاً
كَأنَّ الدَّارَ جَاءَتْ مِنْ هَبَاءِ
عَدُوُّ اللهِ لَمْ يَرْحَمْ صِغِيرَاً
وَلَمْ يَحْفَلْ بِآيَاتِ السَّمَاءِ
مِنِ الإِلْحَادِ يَسْتَجْلي الفَتِاوَى
خَبيرٌ بِالتَّجَنِّي وَالرِّيَاء
ألا يَا دَهْرُ هَانَ الودُّ فينَا
ضُرِبْنَا مِنْ أخِينَا بالإخَاءِ
لَحُكَّامِ الكَرَاسي جَاءَ قَولي
أيَا حُكَّامُ إنْزَالِ البَلاءِ
كِلاَبٌ والعَمَالَةُ في دِمَاكُمْ
نِتَاجُ العُهْرِ مِنْ دَنَسِ اللقَاء
سَأَلْتُ اللهَ يَأخُذكُمْ سَريعَاً
إلَى الرَّمْضَاءِ في بُئسِ الثَّوَاءِ
وسوم: العدد 729