برقية شعرية إلى المسجد الأقصى المبارك في ذكرى إحراقه.
في الأفق ملامح يوم قادم، فيه بشير ونذير، أما البشير فإنه يحمل للمسلمين أناشيد النصر، وأما النذير فإنه يحمل لليهود أصوات الناعين.
بل أنت يا أقصى لنا=والدهر يشهد والسنا
ومعاهد ومساجد=في القدس قد عزت بنا
وحضارة ميمونة=عمرت رحابك أزمنا
شدنا صروح فخارها=حسناً ينافس أحسنا
جمعت إلى الحسن الهدى=فأتت جمالاً مؤمنا
ملك الضمائر والنهى=من فضله والأعينا
طلب المحال بعزمة=عمرية تسع الدنا
ومضى بها يقتادها=فغدا المحالُ الممكنا
* * *=* * *
بل أنت يا أقصى لنا=وتظل أنت الموطنا
للمسلمين على المدى=من قبلنا أو بعدنا
أما اليهود فإنهم=إفك تسلل موهنا
وغداً يزول فإنه=بالشر قام وأمعنا
وبقاؤه أكذوبة=أما الهلاك فقد دنا
ليعود للتيه اليهو=د فلا هدى أو مأمنا
فصباحهم في لعنة=يلقى مساء ألعنا
ولقد يمر مسافر=بالقدس وهي بظلنا
فيقول عنهم ساخراً=أترى أقاموا ها هنا
فتقول يوماً عابراً=كان الدميم الأرعنا
آلاً تلألأ ساعة=الإثم فيها والعنا
* * *=* * *
بل أنت يا أقصى لنا=وتظل يا أقصى لنا
مذ جاءك الفتح الذي=كان الجليل الصيّنا
أسرى كتائبَ من هدى=وأتى مبادئ من سنا
عمر عليه منادياً=وبلالُ فيه مؤذّنا
هش الأنام ليومه=ورأوا به أغلى المنى
فرسانه زانوا الدنا=بالعدل من قبل القنا
طابت بهم وزهت بهم=بشراً وطابوا معدنا
فعلا الأذان مغرداً=وسبى النهى والألسنا
وغدا الهوية تفتدى=وغدا الشعار الأثمنا
* * *=* * *
بل أنت يا أقصى لنا=وتظل يا أقصى لنا
سنقيم فيك صلاتنا=والكون يشهد عرسنا
ونقول عدت محرراً=وتقول من فرح بنا
أنا للذين جباههم=تعنو لمن خلق الدنا
للمسلمين أبرِّ مَنْ=ملك القياد فأحسنا
وأتوا بكل كريمة=فأنا همُ، وهمُ أنا
* * *=* * *
بل أنت يا أقصى لنا=وتظل يا أقصى لنا
أما اليهود فربما=يجدون قربك مدفنا