يا راحلين إلى منى
ويحكى أن الشاعر (عبد الرحيم البُرَعي) حمل متاعه على جَمَلٍ قاصداً البقاع المقدسة لأداء شعيرة الحج وعندما اقترب رَكبُه من "بيت الله الحرام" هبت نسائم الأماكن المقدسة فازداد شوقه للوصول، لكن مرض الموت باغته واشتد عليه فأقعده ، فأنشد قصيدته ليلفظ نفَسه الأخير مع آخر بيتٍ منها:
يا راحــــلين إلـى مِنـَىً بقيـادِ
هيجتموا يوم الرحيـل فـــــؤادي
سرتم وسار دليلكم ياوحشتـي
الشوق أقلقني وصــوت الحـادي
وحرمتموا جفني المنام ببعدكم
يا ســـــاكنين المنحنـى والـوادي
ويلوح لي ما بين زمزم والصفا
عند المقام سمعت صوتَ منادي
ويقول لي يا نائـما جـدَّ الســُّـرى
عرفات تجـلو كل قلبٍ صـادي
من نال من عرفات نظـــرة ساعة
نال الســـرور ونال كل مــرادِ
تالله ما أحــلى المبيت على مِنـى
في ليل عـــــيدٍ أبـرك الأعيـــادِ
ضحوا ضحاياهم فســال دماؤهــا
وأنا المتيم قد نحـــرتُ فـؤادي
لبسوا ثياب البِيض شــارات اللقاء
وأنا الملوَّع قد لبسـتُ سـوادي
يارب أنت وصلتهم صــلني بهـم
“فبحقهـم” يـا رب فُــــك قيـادي
فإذا وصلتـم ســــــالميـن فبلّغـــوا
مني الســلام أُهيـل ذاك الـوادي
قولوا لهـــــــم عبـد الرحيـم متيـم
ومفـــــــارق الأحـبـاب والأولادِ
صلى عليك الله يا علـم الهـــــــدى
ماســار ركبٌ أو ترنـم حـادي
وسوم: العدد 735