ستون ألفاً أبيدوا في حماة ضحىً=ومن تبقى تمنى أنه ذُبحا
عمداً جهاراً أبيدوا دونما سببٍ=سوى مقالة حرٍ بالهدى صدحا
كانت حماة ديار الصالحين، وما=أبقى الطغاة بها من كان قد صلحا
جيوش من كفروا باللهِ قد حشدت=ليلاً عليهم ونور الفجر ما اتضحا
هبوا سراعاً وما أجدت براءتهم=أمام كفر جيوش حقدهم طغى
نيران أحقادهم هبت، وما هدأت=إلا لتحصد مَن مِن نارهم سرحا
لم يعرف الدهر إجراماً كما ارتكبوا=في طهر شعبٍ لغير الحق ما جنحا
كفر النصيرية الخرقاء حاق بهم=وجاث قتلاً وتدميراً وما برحا
يزيد قصفاً وحرقاً للقرى بطراً=ولا يعد الذي من حقده نجحا
هو الزنيم الذي ما مثل خدعته=للأبرياء، ومن والى، ومن نصحا
وأغرب الأمر أن ظنوا به أسداً=ولم يكن غير قردٍ وجهه قبحا
والقرد ليس يؤذي غيره، وأرى=هذا النصيري قرداً بالأذى جمحا
لسوف تبقى حماة رغم فتكته= دار الجهاد ومأوى كل من صلحا
وسوف تلعن أجيال جرائمه=ولن يضير جبالاً نابحٌ نبحا