*** ***
*** ***
هوامش :
*الجنادع : طلائع الشر .
*يفرون : يقطعون بوحشية .
*يزيف يتبختر .
* المقاذع : الفواحش .
*منيحه : قدحه الفارغ .
*تضارعوا : تذللوا .
*المشعوف : مَن ذهب فؤادُه فَرَقًأ .
* روايع : مروعة ، مخيفة .
نجاوى مَشُوقٍ لم تَزِدْهَا المواجِعُ = سِوى أملٍ ما أذبَلَتْهُ الفجائعُ
تهادَى به والخطبُ مُـرٌّ مَذاقُه = تُجانبُه إن طالَعَتْهُ الجنادعُ
ومَن أكرمَ الرحمنُ بالأنسِ والهُدى = مُحيَّاهُ لم تطمسْ رؤاهُ القوارعُ
أتى صبرُه نورًا إليه وعروةً = إذا ما شكا أو باعدَتْهُ المواضعُ
وليس يُزكِّي النفسَ بعدَ يقينِها = بوعدِ كريمٍ عفوُه لايُقاطعُ
فبالذكرِ والتسبيحِ طابَ لسانُه = نَدِيَّ الهوى ما أنكرَتْهُ السَّواجعُ
بعصرٍ له في الغيِّ والظلمِ رايةٌ = ففيها ومنها إذ تثورُ الزعازعُ
وأرضٌ جفاها الأمنُ والخيرُ بعدما = رمَتْها صروفٌ في الزمانِ روايعُ
أيا قومِ : إني مستجيرٌ من الأذى = بربٍّ مُغيثٍ حكمُه ـ الدهرَ ـ زامعُ
عن الجور والطغيانِ ليس بغائبٍ = وللكيدِ والعدوانِ ربُّك قامعُ
أعادٍ يفرُّون الجماجمَ بالمُدَى = فَتُطوى إذا ماتَ الرجاءُ الدوافعُ
بقدسٍ وكشميرِ البطولاتِ أُضرِمتْ = بنيرانِ أحقادِ اليهودِ الوقائعُ
وبورما وفي الأفغانِ في كلِّ موطنٍ = به ساجد لله يدعو وراكعُ
يزيفُ حواليْنا الطواغيتُ غرَّهم = جبانٌ بدارِ المكتوينَ وجازعُ
وما راقَ لي قولٌ يفتُّ بمهجتي = عن الأمسِ لاينساهُ شيخٌ و يافعُ
ولكنَّه الدوحُ الذي مُـدَّ ظلُّه = وبشَّتْ على أشهى جَنَاهُ المرابعُ
يُؤرقني ليلُ الهوانِ مخيِّمًـا = على أُمَّـةٍ ماتتْ لديها المراضعُ
لبانُ صلاحِ الدينِ جفَّ وأقفرتْ = صدورُ الأثيراتِ ازدرتْها المَخَادعُ
لقد ألبسَتْنا المجدَ والعزَّ شِرعةٌ = من الله فيها للأنامِ منافعُ
وعشنا بها أهلَ الفخارِ ونرتدي = نجادَ سيوفٍ مرهفاتٍ تتالعُ
ولم تَعْفُ في المغنى خزامى ربيعِنا = وسالفُ عهدٍ أكبرتْهُ الروائعُ
ألا فَاسْألَنْ سِفرَ الحضارةِ واسمَعَنْ = تُجِبْكَ عن الماضي الطلولُ النَّواشعُ
رسولُ الهدى قد جاءَ بالخيرِ للورى = ولم تنضب اليومَ العِذابُ المنابعُ
يُشارُ إلى أيامِ فضلٍ وَمَنْعَةٍ = فما دَفَعَتْهم للحروبِ المطامعُ
وَهَديٌ له يعنو الطغاةُ لحُسنِه = وهيهات ينبو نورُه والقواطعُ
فَسَلْ قيصرَ الرومانِ أخوتْ قصورُه = وكسرى أنو شروان والنصرُ ذائعُ
سيوفٌ جلاها الحقُّ واليومَ جُرِّدَتْ = على كلِّ باغٍ جنَّدتْه المقاذعُ
تقولُ ابنةُ الإسلامِ أمسِ بَثَثْتَها = قصائدَ جافاها الشقيُّ الممانعُ
فقلتُ لها : كُفِّي ملامَك إنَّها = لأهلِ النهى والفضلِ تأتي البدائعُ
فإن أذعنوا للهِ عزَّتْ شعوبُهم = وإن أدبروا فالعارُ شارٍ وبائعُ
وهل يُرتَجى يا أُختُ من فِعلِ مجرمٍ = سِوى حقدِه المشحونِ إذ هو بارعُ
رأى مجدَه في غيرِ هَدْيِ مُحَمَّدٍ = فثارتْ على طول البلادِ الفظائعُ
ولمَّـا تَفِدْ إذ جلَّ في الناسِ خطبُهم = وعانتْ ذراريهم شجاها الذرائعُ
رويدك يا أُختاهُ : خطبٌ مشَمِّرٌ = فكيف به أن ينكلَ اليومَ دارعُ !
لقد مسخَتْ بنتُ الخيانةِ وجهَها = بقبحِ دمارٍ شأنُه اليومَ شائعُ
ورشَّتْ يدُ الإعلامِ بالزيفِ واقعًـا = عليه سرابٌ ـ ليس تُخفيه ـ واسعُ
فكم بطلٍ جاءت فضائيةٌ به = ومن حوله جمعُ الرعاعِ تشايعوا
فإذْ هو هدَّافٌ وصانعُ لعبةٍ = وهاهو في تلك الموازين فارعُ
وآخرُ بالتمثيلِ فازَ فشأنُه = علا واعتلى فالنجمُ بالفوزِ طالعُ
وأُخرى مع الأبطالِ لم تُنْسَ إنَّها = على الرقصِ والعُهرِ الرخيصِ تتابعُ
حباها رجالُ الحانِ بالإثمِ والخنا = وألبسَها ثوبَ التبذُّلِ ضالعُ
سجلُّ البطولاتِ المزيَّفِ لم تزل = ( تُدَبْلَجُ ) حيثياتُه و تُراجعُ
فَصَفْحاتُه ملأى وكلٌّ منيحُه = حواليه يغريه الهوى و يخادعُ
ألا ليتَ ماتعني البطولةُ لم يرد = بمعجمِ بنتِ الضَّادِ واعتلَّ مَن وَعُوا
مسخنا معانيها ، فكيف بوهنِنا = نجالدُ ما ينتابُنا و نقارعُ
فأين الحِجى ياقوم والناسُ أبرموا = لدنياهُـمُ أمرًا فزالتْ موانعُ
وأين الهدى منكم وأين بشائرٌ = لكم في ضحى الفتحِ المبينِ طوالعُ
تنمُّ عن الأيامِ مجدًا ومَنعَةً = وما أركستْهم في الحياةِ المطامعُ
أقيموا لواءَ الدينِ ينهد ركنُ مَن = تعبَّدَ أقوامًا إليه تضارعوا
وأنتم سقى الرحمنُ فيكم عباده = وأنتم إذا جدَّ المسيرُ الطلائعُ
وقد عهدتكم كالربيعِ رحابهم = وأضحت تساقي المكرماتِ الهوامُ
سبقتُم إلى الفردوسِ مَن فازَ قبلَكم = وخلفَ خُطاكم تُستَثارُ المرابعُ
فتنهضُ فيها من ذوي الأيدِ عصبةٌ = بهم تزهرُ الدنيا وتربو البلاقعُ
يرمون أبوابَ الجِنانِ بلهفةٍ = فللهِ أرواحٌ لهم والودائعُ
كتائبُ كانتْ تبعثُ الأمنَ في الورى = وأخلاقُها هذا التُّقى و التواضعُ
فكيف بكم ترضون بالذُّلِّ هجعةً = وقد ملَّت النومَ الثَّقيلَ المضاجعُ
وأُبتُم بشكواكم لِمَن لا يُجيبُكم = عليكم أيا قومي تُعَضُّ الأصابعُ
و والَّلهِ لم أكرهْ ولستُ بحاقدٍ = على أحدٍ منكم ولا أنا خانعُ
سأراكم فَيُدمَى القلبُ من هولِ ما أرى = وكم أتمنَّى لو تُصَمُّ المسامعُ
وليس لنفسي من هوىً ساقَ لومَه = إلى أهلِ آدابٍ عليها تدافعوا
هجرْتُ دواوينَ التلاحي عقيمةً = وقد فَسَدَتْ في قائليها الطبائعُ
ألا ياظلامَ العصرِ حسبُك فاستنرْ = بِهَدْيٍ من الرحمنِ فالليلُ صادعُ
يُلَمْلِمْ كرامُ الناسِ شتتَ شملَهم = عدوٌّ على أرضِ السفاهةِ ذارعُ
ففيهم رجالٌ ماحَنوا عزَّ قامةٍ = لقارعةٍ والخطبُ غادٍ و راجعُ
عمالقةٌ عزَّتْ بهم خيرُ أُمَّةٍ = عليهم إذا غابوا تفيضُ المدامعُ
فكم من سفيهٍ طاشَ بالخبثِ سهمٌه = رماهم وقد أغرتْهُ فيهم مطامعُ
فأركسَ مشعوفًا وباء بخيبةٍ = رماه الذي دون الأُباةِ يدافعُ
تباركتَ ياذا الملكِ والحولِ إننا = بك ـ الكفرَ والظلمَ البغيضَ ـ نصارعُ
و وعدُك آتٍ لامحالةَ إنَّه = لَحَقٌّ فما ينجو العدوُّ المقارعُ
فيا أيُّها الغُفلُ الذين تحدَّروا = من المحتدِ الأسمى علامَ التنازُعُ ؟
أفيقوا وثوبوا بعدَ غيٍّ و غفلةٍ = وعن خطلٍ يُدمي القلوبَ تراجعوا
ألا إنَّ مسعاكم بغيرِ مصاحفٍ = إلى النصرِ ردَّتْهُ العلى والشرائعُ
وإني لَمُشتاقٌ إلى صبحِ رِفعةٍ = تفيضُ به من خيرِهنَّ المنابعُ
فتروي الظماءَ الصيدَ من كوثرِ الهدى = ويومئذٍ عنهم تزولُ المواجعُ
مغانيَ أيامِ المُنى إذ تصرَّمتْ = إليها صبـا قلبي وحنَّتْ أضالُعُ
أناجي بها الآثارَ لم يَعْفُ رسمُها = ولا درسَتْها في العصورِ الأجارعُ
فقرآنُ رحمانٍ وهَدْيُ مُحَمَّدٍ = وسؤددُ أبطالٍ ففيها المراتعُ
وجندٌ لربِّ العرشِ ألغى ثباتُهم = تطاوُلَ أحقادٍ لها الخِبُّ صانعُ
أثبْ مَن قضى منهم وأيِّدْ بقيَّةً = أتوا للفدا إذ في رضائِك سارعوا