***
***
أطرقي فالظلامُ بعدُ مديدُ = وعلى معصمِ الصباحِ قيودُ
ثمَّ كفِّي عن النحيبِ ، ولوذي = بالتَّمنِّي !! فأُفقُه ممدودُ !!
واخنقي شجوَكِ النَّديَّ وردِّي = مَنْ تباكتْ ، فحالُها منكودُ !!
واسفحي من أنينِكِ المرِّ في ... =... الليلِ ، فلليلِ والأنينِ شهودُ !!
لاتقولي : متى الخلاصُ المرجَّى = أو تقولي : متى النَّهارُ الجديدُ ؟؟
أو تقولي : أين البطولاتُ ولَّتْ = أوَلَمْ يأتِ فجرُنا المنشودُ ؟!
كيفَ تسعى إلى المنى قدمانا = وبنا الأرضُ بالقيودِ تميدُ !!
أقريبٌ عدوَُنا أم بعيدٌ !! = ونصارى رفاقُنا أم يهودُ !!
صفحاتُ الأسى لواعجُ شعبٍ= تتثنَّى ، وزجرُها مردودُ !!
صفعتْنا بكلِّ أُفقٍ أذاةٌ = ورمانا بحقدِه عربيدُ
وعلى المسلمين يا أُختُ ألقى = شؤمَ ما في كلتا يديه البريدُ
فأصيخي لشاعرٍ يتلوَّى = بالمراراتِ في الفؤادِ القصيدُ
باتَ يفضي بهمِّه حسراتٍ = فإذِ الشعرُ مارجٌ و وقودُ
أو شظايا جوىً ينامُ مدمَّى = والقوافي لواؤُها معقودُ
أو دعاءٌ فوق الغيومِ تثنَّى = ويزجِّيه للإله الشهيدُ
أو جهادٌ تقرُّ فيه عيونٌ = ليهبَّ المقيَّدُ المكدودُ
في ضلوعِ الطغاةِ نزعةُ شرٍّ = و فؤادٌ كأنَّه الجلمودُ
وَتَرَوََّيْ فاللهُ ربٌّ محيطٌ = واستغيثي فاللهُ ربٌّ حميدُ
والأعادي أذلَّةٌ رغمَ عزٍّ = بالمخازي مزوَّرٍ ، لن يسودوا
فانظريها : سجونهم واجماتٍ = والأسارى عن دينِهم لن يحيدوا
كم هوى السوطُ باللهيبِ عليهم = ولسفرِ التعذيبِ فيهم نشيدُ
سيرى الظالمون كيف يُجازى = ذاتَ يومٍ عدوُّنا الملدودُ
والجراحاتُ صفعةٌ لوجوهٍ = كالحاتٍ والملامحُ سودُ
قد أذاقوا العذابَ كلَّ تقيٍّ = واستباحوا ما حرَّمَ المعبودُ
ويوالون متعةً نضحتْها= نزواتٌ وغيرها لم يريدوا
ويُمَنُّون شعبَنا بانتصارٍ = وطريقُ اندحارِهم مورودُ
أَوَيرقى إلى الفخارِ ذليلٌ = أم ينالُ العلى الجبانُ البليدُ !!
أم يغنِّي فوقَ الغصونِ غرابٌ = أين منه الترجيعُ والتغريدُ !!
ومَنِ الفارسُ العنيدُ تراءى = ومحيَّاهُ مجرمٌ مفؤودُ ؟!
تلك أوراقُ أمسِه عربداتٌ = واعتسافٌ وللتبابِ مزيدُ
كفكفي دمعَكِ السخينَ ، فدمعٌ = لكريمِ الحقوقِ ليس يعيدُ
وذري النوحَ فالحياةُ جهادٌ = ليس يُطوى ، وغضبةٌ و حشودُ
إنما يسعفُ المصابَ كميٌّ = يتخطَّى أحزانَه و يذودُ
واحذري أن تصدِّقي ذاتَ يومٍ = دولَ الكفرِ فالعدوُّ حقودُ
ألفُ وعدٍ لهم ، وألفُ قرارٍ = والأكاذيبُ بندُها معقودُ
هي من لعبةِ العتاةِ ومن كيدِ ... = ... عدوٍّ ، وللضعاف المزيدُ
كادَ أن يمحقَ التَّوثُّبَ فينا = لو رضينا لأمرِنا ما يريدُ
أتغافلنا أم نسينا عهودًا = والأذيَّاتِ ، فانطقي ياعهودُ
أترى يُؤمَنُ العدوُّ و يصفو= قلبُه الحاقدُ الخبيثُ اللدودُ !!
وهو في الأرضِ مجرمٌ مستبدٌّ= وهو للظلمِ و الضلالِ يشيدُ
لم أُصدِّقْ ، ولن أُصدِّقَ يومًا= أَنَّ روحَ السلامِ فيهم تسودُ
قد قضى اللهُ أمرَه فتأمَّلْ= كم على الأرضِ للقتالِ وجودُ
فأفيقوا يامسلمون ، وهبُّوا= وأعدُّوا فللعدوِّ وعيدُ
فبكم تُشرقُ العصورُ بنورٍ= فاستعدوا لصبحِه ، واستعيدوا
ما عناكم بمجلسِ المكرِ أمرٌ= فالتناجي بمكرِهم معهودُ
هو للأقوياءِ وكرُ مخازٍ= وله عن حقِّ الشعوبِ صدودُ
نحن مرمى أحقادِه حيثُ كنَّا= أسرَ ضعفٍ ، وعزمُنا مكدودُ
مذ هجرنا قرآنَنا سلبتْنا= رايةَ العزِّ والإباءِ يهودُ
فعلامَ استسلامنا ، وإلى المذبحِ ...= ... شيخٌ قربانُه و وليدُ
كلَّ آنٍ لنا هناك شهيدٌ= وشهيدٌ من بعدِه ، وشهيدُ
يالذل الرجالِ ماتتْ مروءاتٌ ...= ... وأخوى على الهوانِ الوريدُ
وبِنا المجدُ سيفُه غيرُ ماضٍ= وهوى العزُّ : نجمُه و السعودُ
ومضى بالطبولِ ولدانُ لهوٍ= وتولَّى عن الحدودِ الصمودُ !!
والتحدِّي تجثو عليه خدودٌ= وقدودٌ فتَّانةٌ و نهودُ !!
أيُّ عصرٍ أذلَّنا ، وكوتنا= بلظاها المشبوبِ هذي العقودُ !!
أيُّ سهمٍ شعوبُنا تتوقَّاهُ ...= ,,, إذا صوَّبَ العدوُّ العنيدُ !!
يرحمُ اللهُ للتتارِ زمانًا= فيه جمرٌ كوى ، وفيه ورودُ !!
غيرَ أنَّ السفين عادتْ لغزوٍ= والنصارى قرصانُها واليهودُ
فتأمَّلْ فلن تُريكَ مكانا= فيه للأمنِ من أذاهم وجودُ
مزَّقوا شملَنا ، وللصربِ سهمٌ= ولأوروبا كيدُها المعهودُ
وعدُ بلفورٍ شاهدٌ ليس يُنْسَى= وقديمُ الأحقادِ فيه جديدُ
والنظامُ الممقوتُ في العالمِ المثخنِ ...= ... أعمى ، وعدلُه مفقودُ
أَوَترضَى ذؤبانُه شطرَ صيدٍ= ولحملانِ عصرهم ما تريدُ ؟؟
ويحَ هذا الزمان باتَ غريبًا= فنفيسُ النَّفيسِ فيه زهيدُ !!
واللئيمُ السَّفاحُ صارَ زعيمًا= والتقيُّ الودودُ فيه بعيدُ !!
ونظامُ الصبيانِ فيه تعالى= وهدى الله عندهم مردودُ
وترى المنكرَ الحرامَ مباحًا= وعلى دينِنا الحنيفِ قيودُ
ولأهلِ الأوزارِ فيه قبولٌ= ولأهلِ الصلاحِ منه صدودُ !!
هكذا تُقلبُ الموازينُ لكنْ= لانفلاتِ الأمورِ ويكَ حدودُ
لايغرَّنَّكَ التَّمتُّع في العيشِ ...= ... لكفَّارٍ ، إنهم لن يسودوا
حقبةٌ ثمَّ تنطوي ، وتعودُ ...= ... الدارُ يحنو عليها الجودُ
يئدُ الظالمين في الأرضِ ظلمٌ= ويولِّي طغيانُهم والجحودُ
ولهيبُ الأحقادِ يطفئه الله ...= ... وأخذُ العزيزِ أخذٌ شديدُ
تتوارى المأساةُ يفضحُها الصبرُ ...= ... ويُطوى الشجا ، ويقبلُ عيدُ !!
فارحلي يا فواجعَ العصرِ عنَّا= فالغدُ الحلوُ باسمٌ و سعيدُ
ورجانا باللهِ قنديلُه يبقى ...= ... له من زيتِ اليقينِ رصيدُ
في تثنِّيهِ من تسابيحِ روحي= ومضاتٌ ، نهارُهُّنَّ جديدُ
ما لوى القلبَ حبلُ إجرامِهم ...= ... فالحبلُ واهٍ ، والقلبُ قلبٌ شديدُ
مددُ اللهِ في شرايينِه يجري ...= ... وهذا الدمُ الدفوقُ وقودُ
لم يبدِّ دْ هُ بغيُهم حيثُ عاثوا= أو يردَّ اندياحَه رعديدُ
قل لأعدائنا الجناةِ بنا إن = ما تربَّصتم فاغدروا أو فعودوا
ليس غيرُ الديَّانِ يفصلُ بين ...= ... الناسِ والفصلُ يومُه محمودُ
إنكم مُدْرَكُونَ مهما تَحَصََّّنتُم ...= ... فللهِ أيها الطغاةُ وعيدُ !!