كتاب :العالم الإسلامي في مهب التحولات الحضارية
تأليف: احمد داود اوغلو
الكاتب ينتقل فى تحليلة ونقده للحضارة الغربية بين عدة مستويات بسلاسة
إبتداءً بالمستوى الوجودي و المعرفي إلى الأخلاقي و القيمي انتهاءً بالمستوى الإستراتيجى و المؤسسى ,,, لتوضيح أصل الخلل فى الحضارة الغربية فى عمومها و أنها ليست أزمة مؤسسية و لا معرفية و لكن أصلها فى التصور الوجودى العلمانى للإنسان و العالم ..
ينتقل الكتاب فى مباحث عده بين تصور الغرب لحركة التاريح و أشكال التنظيم الإجتماعى و فلسفة الإقتصاد و العلوم السياسية و حتى المحاولات الإصلاحية للحضارة الغربية من مفكرى الغرب نفسه ,, لتوضيح أزمة الحضارة الغربية الوجودية التى وضعتها على مراحل النهاية حتى على المستوى المادى ,, موضحا التصور الوجودى الإسلامى كما يراه و كيف انه يحمل بداخله الكثير من الحلول لمشكلات الإنسانية اليوم ,, داعيا المسلمين إلى العمل على صنع مراكز حضارية بديلة لتمارس دورها فى الحضارة الإنسانية عامة.
من أهم القضايا التى يؤكد عيها أحمد داود أوغلو عبر فصول هذا الكتاب، أن أزمة الحضارة الغربية الراهنة لا يمكن حلها فقط من داخلها،
وخاصة بعد أن وصلت إلى مرحلة متطرفة من الاستعلاء وأنكار الحضارات الأخرى وثقافاتها، على النحو الذى تعبر عنه نظريات النهاية (منها مثلاً: نهاية الدين، ونهاية الأيدلوجيا، ونهاية التاريخ)، التى يتبناها كبار مفكريها وفلاسفتها.
وسيجد القارئ الكريم وهو يبحر بنفسه فى هذا الكتاب القيم، أن الرؤية التى يقدمها أحمد داود أوغلو تجمع بين اعتبارات التأصيل النظرى والتطبيق العلمى... ودليلنا هو نجاحه فى أن يقدم نموذجاً نادراً -فى التاريخ الحديث لبلدان العالم الإسلامى على الأقل- يجمع بانسجام بين دور رجل العلم والتنظير، الذى يقوم به رجب طيب أردغان زعيم حزب العدالة والتنمية.
وسوم: العدد 815