صدور الجزء الثاني والثلاثين من موسوعة جرائم أمريكا
*كتب محرّر دار ضفاف:
عن دار ضفاف للطباعة والنشر في بغداد صدر الجزء الثاني والثلاثون من موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية التي يقوم بترجمتها وإعدادها الباحث "حسين سرمك حسن".
هذا الجزء هو الجزء الثاني من مجلد: "أمريكا: النشأة والمسار.. من مستعمرة جيمس تاون الصغيرة الى إمبراطورية".
ويتكون هذا الجزء من (297 صفحة) ويضم مقدمة وافية و (8) فصول و (4) ملاحق على الشكل التالي:
(14)- سرقة قارة - إنهاء المهمة
(15)- الحرب الأهلية ومناورة لينكولن (الرئيس السادس عشر) حول تحرير العبيد (لم يتم تحرير أيّ عبد)- الحفاظ على الاتحاد لبناء الامبراطورية- شراء آلاسكا من روسيا
(16)- الإمبراطورية تنطلق عالمياً
(17)- التجرية الأمريكية الامبراطورية خضعت لمصالح الشركات- السياسة في خدمة المال- العلاقات العامة تدير الأزمات من خلال "الصور"
(18). الجلوس على قمة العالم: الوثائق الأمريكية السرّية تدعو إلى التخلّي عن حقوق الإنسان والديمقراطية وعسكرة الاقتصاد واستخدام العنف عالمياً- الخطوة الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي هي غزو بنما عام 1989.
(19). التطابق بين أمريكا و"إسرائيل" وبين امريكا والنازية- المعنى الإسرائيلي لأمريكا
(20). ما هي أوجه التشابه بين مجزرة دير ياسين ضد السكان الأصليين في فلسطين والمذابح الأمريكية ضد السكان الأصليين في أمريكا
(21)- لماذا اللوبي الصهيوني في أمريكا وليس في غيرها ؟
# ملاحق:
*ملحق (1): حتى الويكيبيديا متحيّزة ضد مذابح الهنود- إغفال 21 مجزرة ضد الهنود- قتل اثنين من البيض مجزرة!
*ملحق (2): لمحة تاريخية عن سلخ فروة الرأس في أمريكا- حوّل المستعمرون الإنجليز سلخ فروة الرأس إلى عمل تجاري وعروض مسرحية
*ملحق (3): أشهر ممثل مسرحي يسلخ فروة رأس مواطن هندي ويعرضها في مسرحية "تاجحة" استمرت لسنوات عديدة
*ملحق (4)- ما هي القصّة الحقيقية لبوكاهونتاس ؟
جاء إهداء هذا الجزء على الشكل التالي:
(إهداء هذا الجزء :
إلى الصحفي الأمريكي الاستقصائي سيمور هيرش .. حافظ على شرف الكلمة وكشف مذبحة ماي لاي في فيتنام وفاجعة أبي غريب في العراق وهجمات الغاز المفبركة في سورية وغيرها .. وما يزال صامداً بوجه الضغوط)
وقال الباحث في مقدّمة الجزء أن:
"هذا الجزء يلاحق تطور الامبراطورية الأمريكية من النشأة على جثث ملايين المواطنين الأصليين (80 إلى 100 مليون هندي أحمر والتسمية الأخيرة خاطئة) إلى غزو بنما والتربّع على قمة العالم السياسية. لقد كان ما جري من صراع هو في حقيقته صراع حضارتين: حضارة هندية مُسالمة وحضارة أوروبية وحشية قامت على أساس قطع الرؤوس وسلخ الفروات وسرقة الأراضي والممتلكات والاغتصاب الجنسي (لم يغتصب الهنود أي امرأة أسيرة في حين كان اغتصاب المواطنات الهنديات ديدن الإنجليز). حتى الكهنة المبشّرون الإنجليز كانوا ينشرون مرض الجدري لإبادة الهنود- لقد كان الإنجليز القتلة الأكثر إبادة من الإسبان والفرنسيين. ولعل أغرب مفارقات هذا الصراع الحضاري هو أن بريطانيا وفرنسا كانتا تستعبدان وتبيدان الشعوب في الخارج وتدعوان إلى مبادىء عصر النهضة والتنوير في التسامح والمساواة في الداخل! وقد شهدت هذه المرحلة إعلان الرئيس جيمس مونرو الذي اشترى الولايات من فرنسا بالمال ولم يتفاوض مع مالكيها الهنود "مبدأ مونرو" الذي استعمر أمريكا اللاتينية وجعل أمريكا امبراطورية لنصف الكرة الغربي قبل وقوعها الفعلي. وقد قام على اساس مفهوم "المجال الحيوي" الذي اعتمدته النازية لاحقاً. حتى تحية العلم الأمريكية كانت نموذجا للتحية النازية. وبرغم وصولنا إلى القرن التاسع عشر وترسيخ الدستور ووثيقة الحقوق "الديمقراطية" استمر ذبح الهنود. فقد ذبح الرئيس أندرو جاكسون مالك العبيد 800 ألف من الهنود في معركة واحدة- وفي عهده تم تقطيع جسد زعيم هندي إلى شرائط بطول قدم واحد لصنع أحزمة لشحذ الأمواس. وقد أمر جاكسون بقطع أنوف الهنود الميتين للحصول على عدد دقيق للجثث وتوزيع أجزاء الجسم على "السيّدات في تينيسي" كتذكار ، كما كان جنوده يتناولون البطاطا التي تم قليها في شحم الهنود ، والنتيجة أن هذه المعارك الإبادية جعلت جاكسون بطلا قومياً.
ولعل ما سيلفت انتباه السادة القرّاء (الفصل الرابع عشر) في مسيرة النشأة الدموية هذه وجود الكثير من أوجه التطابق بين التجربة الأمريكية في أمريكا الشمالية والتجربة الصهيونية في فلسطين.. وقد اعتقد الكثيرون أنّ الحرب الأهلية الأمريكية كانت من أجل تحرير العبيد لضرورات اقتصادية تتعلق بالشمال الصناعي مقابل الجنوب الزراعي (الفصل الخامس عشر) . ولكن ما أعلنه لينكولن (الرئيس السادس عشر) حول تحرير العبيد كان مناورة (حيث لم يتم تحرير أيّ عبد) ، وكانت الحرب في حقيقتها حرباً للحفاظ على الاتحاد لبناء الامبراطورية. توّجت هذه المرحلة بشراء آلاسكا من روسيا. ولو كانت هذه الحرب من أجل تحرير العبيد فعلاً لما دعا الرئيس يوليسيس جرانت (الرئيس الثامن عشر) إلى تجريد العبيد حتى من ضمان الطعام والمأوى. وفي هذه المرحلة استمرت إبادة الهنود بالسلاح وبسلاح التجويع (لاحظ أن أمريكا تتبع سلاح تجويع الشعوب حتى الآن) حيث تمّ قتل 60 مليون ثور من ثيران البيسون البرّي مصدر طعام الهنود الرئيسي. ثم انطلقت الولايات المتحدة عالمياً بعد أن لم يبق هندي يتم قتله (الفصل السادس عشر) وقد دشّنت هذه المرحلة باحتلال هاواي وسجن ملكتها .. ثم انتزاع كوبا وبورتوريكو والفلبين من إسبانيا (في الفلبين تم قتل 600 ألف مواطن).
ولعلّ من الظواهر الخطيرة التي رافقت الانطلاقة الامبراطورية الدموية للولايات المتحدة (الفصل السابع عشر) هي أن التجرية الأمريكية الامبراطورية خضعت منذ البداية لمصالح الشركات ، الأمر الذي نتج عنه جعل السياسة في خدمة المال ، واعتماد العلاقات العامة في إدارة الأزمات من خلال "الصور" التي تشوّش كل الوقائع وتغسل الأدمغة وتمرّر الأهداف التوسعية الشيطانية خلف أستار الحرص على الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام العالمي وغيرها. وجاء التطبيق العملي الصارخ لهذه السياسة ممثلاً في اختراع بنما وشرائها ليكون أول وأفضل مثال على عمل الامبراطورية الأمريكية: المال-السياسة- العمل السرّي- الدعاية. فحتى الرئيس روزفلت ووزير دفاعه اُتهما بالاحتيال في هذه العملية. ولعل أخطر الكشوفات التي تؤكد نلك الستراتيجية المركبة هي اعترافات الميجر جنرال سيميدلي بتلر الذي كشف الحقيقة الصادمة: حتى الجيش الأمريكي في خدمة الشركات- أسقطتُ انظمة في ثلاث قارات لصالح الشركات.
سوف نشهد في الفصل الأخير (الثامن عشر) جلوس أمريكا على قمة العالم ، بعد مرحلة انتقالية ممثلة بالحرب الباردة بعد الحرب الثانية التي لم تتورع أمريكا عند نهايتها من الاستعانة بجميع النازيين حتى أولئك الذين أجروا تجارب بشرية في معسكرات الموت. وحيث كشفت الوثائق الأمريكية السرّية بعد الحرب الثانية الأهداف الحقيقية للامبراطورية الأمريكية التي تذرّعت بالديمقراطية وحقوق الإنسان ، فقد أوصت وثيقة جورج كينان بأن يتوقف الحديث عن "الأهداف غير الواقعية مثل حقوق الإنسان وإرساء الديمقراطية" مثلما دعت وثيقة مجلس الأمن القومي رقم 68 لعام 1950 إلى عسكرة الاقتصاد الأمريكي وقمع المعارضة الداخلية واستخدام العنف عالمياً.. وهو ما يجري حاليا خصوصاً بعد هجمات الحادي عشر من ايلول. وقد جاء الاختبار الأول بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانفراد الولايات المتحدة بالمسرح العالمي حيث قامت بغزو بنما الذي اعتبره الكثير من المراقبين عملية تسخين لغزو العراق.
ويضم هذا الجزء ، أخيراً ، أربعة ملاحق مهمة يعرض الأول منها تحيزات موسوعة الويكيبيديا ضد إبادة الهنود الحمر الأبرياء وإغفالها 21 مجزرة رهيبة اقترفها ضدهم المستعمرون في حين تعتبر قتل رجلين أبيضين على يد المواطنين الأصليين "مذبحة" يجب توثيقها !!. ويقدّم الملحقان الثاني والثالث لمحة تاريخية عن سلخ فروة الرأس في أمريكا وكيف حوّل المستعمرون الإنجليز سلخ فروة الرأس إلى عمل تجاري وعروض مسرحية وكيف قام أشهر ممثل مسرحي بسلخ فروة رأس مواطن هندي وعَرْضها في مسرحية "ناجحة" استمرت لسنوات عديدة. أمّا الملحق الرابع والأخير فيحاول كشف الحقيقة التاريخية عن قصّة الفتاة الهندية بوكاهونتاس التي أحاط بها الالتباس والتحريفات والتي فبركت أفلام والت ديزني صورة أخرى مناقضة عنها غرستها في عقول الصغار والكبار.
ومن المعروف أن إهداء مشروع الموسوعة الثابت في كل جزء هو:
(إلى "علي عباس"
الطفل العراقي البرىء الذي قتل الأمريكان الغزاة والديه وعشرة من أقاربه.. وبتروا ذراعيه - كما ثبت مؤخرا- بالأسلحة النيوترونية المُحرّمة التي حوّلت عائلته إلى فحم ورماد.
وإلى 8 ملايين مسلم قتلتهم الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد الإرهاب ..
وإلى 100 مليون إنسان في العالم قتلتهم الولايات المتحدة الأمريكية في سعيها لنشر ديمقراطيتها ودفاعها عن حقوق الإنسان
وإلى ضحايا الإرهاب الفعلي الأبرياء في لوكربي ومدريد وهجمات 11 ايلول المُفبركة والذين لا يزيدون على 5000 شخص.. )
وسوم: العدد 880