ديوان شعرٍ بعنوان ( حوار )
صدر لي عن ( دار نركال للطباعة و النشر ) ديوان شعرٍ بعنوان ( حوار ) وهو الديوان الثامن متضمنًا ثلاثون قصيدة .
( الاهداء
رغم أن الوحدة تكنّفتني و ألبستني رداء التشرّد
تارة و الضياع تارةً أخرى لكنّني حاورتُكِ عبر
عصورٍ من الأزمنةِ الموحشة فملكتُ حُبًّا بات
يُحييني و يُعلِّمُني إنسانيّتي )
القصائد هي حوار الذات بين مراحل عديدة من حياتي و رغم أنها تخلو من عناصر الحوار التقليدي الذي يعتمد ربما على محادثة عادية .
استقدمتُ بعضًا من الذكريات الّتي مررت بها واستوقفتني كي أراعي توثيقها شعرًا فأنجبت هذا الديوان .
الديوان مبدَأهُ الحوارُ الأول و منتهاهُ الحوار الأخير والحواراتُ على تسعين صفحة , ربما كنتُ سطّرتُ بعضَ القساوةِ في بعضٍ من القصائد لا لشيءٍ لكنّ واقعنا مؤلم فيه من متناقضات لا ترحم .
مُقتطفات
( الحوار الرابع )
أتيتَ إلى الدنيا بصرخةِ خائفِ
هروبَ عصورٍ مِن وساوسِ عارفِ
لتبدأ مشوارَ الحياةِ بغفلةٍ
و يزيدُ فيكَ الجهلُ شهوةَ تالفِ
تمنّى وفي كُلِّ التمنّي ضياعُهُ
خطاياهُ في التخييرِ لا في المصاحِفِ
( الحوار السادس )
مشى الصحراءَ يتبعه السرابُ
حرائق روحه شوقٌ عُباب
و في خطواته وَلَهٌ سخيٌّ
تمادى في تعثُّره جواب
مشى في التيهِ مُمتطيًا خطايا
و عند الآخرين هي الثوابُ
( الحوار الرابع عشر )
في ليالٍ صمتُها صمتُ نبي
مَنَحتني حُبَّ اُمّي و أبي
أيقَظَتني في اشتِياقٍ دافئٍ
مِن رُقادِ الوهمِ في مُغتَرَبِ
حملتني و أنا مُنكسِرٌ
انكِسارَ الغيمِ لم ينسكبِ
لا عَبَتْ شعري بلُطفٍ هادئٍ
حدَّثتني بكلامٍ عربي
عن بلادي عن هوى حارتنا
عن نُجيماتٍ بليلٍ تَعِبِ
( الحوار الأخير )
البحرُ وحشٌ في الظلامِ لهُ
عينٌ ترى و بنا العمى يغشى
طوفانُ نوحٍ غضبةٌ أولى.
و الغضبةُ الأخرى بنا أقسى
جثثٌ هنا و هناك مقبرةٌ
أجسادُها لمّا تجدْ رمسا
و الحيُّ ينبئُ صاحبًا وقِحًا
جوعًا يسدُّ بهِ مِن الموتى
جسدٌ بلا روحٍ يُعذِّبُها.
أنَّ الحياةَ وضيعةُ المحيا
و خلائقٌ للشرِّ داعيةٌ.
لا تمتلكْ خُلُقًا و لا عُرفا
سائلا الله التوفيق وسداد الرأي.
وسوم: العدد 993