موقف بريطانيا من محمد علي باشا في اليونان وبلاد الشام
موقف بريطانيا من محمد علي باشا
في اليونان وبلاد الشام
حسين سرمك حسن
كتاب (د. سامي صالح الدوري : موقف بريطانيا من سياسة محمد علي باشا في اليونان وبلاد الشام 1821 – 1841) هذا الذي صدر عن دار تموز في دمشق مؤخراً ، كان أصلا – كما يقول المؤلف في مقدمة الكتاب – رسالة ماجستير تمت مناقشتها في كلية التربية – جامعة تكريت في عام 2001 ، ونالت تقدير (جيد جدا عالي) . وقد استعرض فيها سعي بريطانيا للوقوف بوجه مخططات محمد علي باشا في بلاد الشام ومن نفوذه المتزايد هناك . فقد اثارت شيوخ القبائل والمتنفذين والشعب كافة ضد حكم ابراهيم باشا في الشام ، وحاولت إظهار نفسها بمظهر المساند للسلطان العثماني ضد واليه المتمرد ، وقدمت للسلطان المساعدة في الجانبين العسكري والسياسي ، إذ أنزلت جزءا من اسطولها البحري في سواحل الشام ، وتصدّت لقوات محمد علي باشا ودمرت الموجود منها في الموانيء المحلية .
أما سياسيا فقد عملت على تحريض الدول الأوروبية والدولة العثمانية ضده بغرض تقزيم نفوذ محمد علي وجعله يقتصر على مصر فقط له ولورثته من بعده.
(ومن هنا جاء هذا الكتاب ليظهر مدى تحامل بريطانيا ضد محمد علي باشا الوالي الناهض وعدم رغبتها في ظهور أي قوة محلية قد تشكل خطرا على مصالحها في الشرق أو تهدد طرق مواصلاتها إلى الهند) .
جاء الكتاب في مقدمة وأربعة فصول تناول الأول منها : ضعف الدولة العثمانية ونمو القوى المحلية (ظهور المسألة الشرقية ، ظهور محمد علي وطموحاته، الحركة القومية والإستقلالية اليونانية) ، والثاني : موقف بريطانيا من سياسة محمد علي في اليونان 1821 – 1831 (قيام الثورة اليونانية واستنجاد السلطان بمحمد علي باشا، الموقف البريطاني من بروتوكول بطرسبورغ عام 1826 ومؤتمر لندن 1827، الموقف البريطاني في معركة نافارينو 1827 واستقلال اليونان 1832) والثالث : الموقف البريطاني من سياسة محمد علي باشا في بلاد الشام 1831 – 1833 (الحملة المصرية الأولى على بلاد الشام 1831 – 1833 وموقف بريطانيا منها، بريطانيا وصلح كوتاهيه 1833، الحكم المصري لبلاد الشام 1833 – 1838 وموقف بريطانيا منه ) . أما الفصل الرابع والأخير فقد تناول موضوعة الموقف البريطاني من سياسة محمد علي باشا 1838 – 1841 (المعاهدة التجارية العثمانية البريطانية 1838، الحملة المصرية الثالثة 1841 وموقف بريطانيا منها ، الموقف البريطاني في مؤتمر لندن 1840 – 1841) .
وفي الخاتمة يستنتج المؤلف أن (سياسة بريطانيا تجاه مصر محمد علي كانت تقتضي أن لا ترى لأي دولة سواها نفوذاً في المنطقة كي لا تهدد مصالحها فيها وفي الشرق الأقصى ، وهي أيضا لا تدع مصر نفسها تنهض وتصبح دولة قوية لها كيانها السياسي ، لأن مطامع بريطانيا الإستعمارية من جهة وموقع مصر الاستراتيجي الذي يشكل حلقة الوصل بين الغرب والشرق من جهة أخرى جعلها تطمع في الإستيلاء على مصر وجعلها قاعدة حربية وبحرية لضمان سيادتها على البحرين المتوسط والأحمر ، وكذلك بسط نفوذها السياسي والتجاري في الشرق ، وتطمئن على مستعمراتها في الهند والشرق الأقصى ) .
وما أشبه الليلة بالبارحة بعد أن استبدل الكيان الصهيوني بالسلطان أولا ثم صارا يتعاونان تالياً !