معجم ما أُلـف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
معجم ما أُلـف
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
عرض: يحيى بشير حاج يحيى
تأليف : د . صلاح الدين المنجد
ليس من المبالغة في القول أن نردد المقولة التي طرحها أكثر من باحث في السيرة النبوية : أن ما كُـتب عن النبي - صلى الله عليه و سلم - لم يُـكتب عن غيره ! و أن ما ورد في هذه السير قد شمل كل صغيرة و كبيرة في حياته ، قبل البعثة و بعدها ، و أن التاريخ لم يعرف رجلا أحاط به أصحابه يعرفون كل شأن من شؤونه ، كما فعل أصحاب النبي عليه الصلاة و السلام !!
و قد جاء كتاب الدكتور صلاح الدين المنجد [ معجم ما أُلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ] بصفحاته التي تجاوزت الأربعمائة بقليل ، ليؤكد المقولة السابقة بالأسماء و التواريخ ! فكان معجمه - بحق - أول كتاب يؤلف في هذا الباب ، و قد جمع بين دفتيه ما يقارب الألفين و ثلاثمائة و أربعة عشر كتاباً .
فهو لم يقتصر على ما كان خاصا بالنبي الكريم من نسب و عشيرة و رضاعة و مبعث ، و أخلاق و أفعال و خطب و تفسير .. بل ذكر أيضا ما يتصل به كالعصر الذي نشأ فيه ، و مكان مولده و مهجره ، و الدولة التي شاد أركانها ، و الكتاب الذي أنزل عليه ، و سيرة بعض أصحابه - رضوان الله عليهم - فضم جُـل المصادر و التآليف التي عُـنيت بهذا الأمر : قديمها و حديثها
و أما عن المنهج الذي اتبعه المؤلف في هذا المعجم فيقول : ( لقد رتبته حسب الموضوعات ؛ ليجد الباحث فيه بغيته بسرعة ، و قسّـمته اثني عشر قسما ، كل قسم يتفرع منه فروع ؛ فذكرت أسماء المؤلفات في كل فرع ، مرتبة على الحروف الأبجدية ، مع أسماء مؤلفيها ، و تواريخ وفياتهم . فإن كان الكتاب لم يُـطبع و لم يصل إلينا - حسب علمي - ذكرت المصدر الذي نقلت منه . و إن كان مخطوطا وعرفت مكانه ، ذكرت أين توجد نسخة منه ، و لم أستقص أمر المخطوطات ؛ لأن تتبعها يحتاج إلى سنين ، و إن كان مطبوعا ذكرت مكان طبعه ، و إحدى طبعاته ) .
ثم إن المؤلف لم يقصر معجمه على ما ألفه القدامى ، و لكن ذكر فيه ما عرفه من مؤلفات المحدَثين و المعاصرين ، حتى سنة تأليف الكتاب تقريبا ، باستقصاء عجيب قضى فيه ثلاث سنين . و أتبع أقسام الكتاب بفهارس للمؤلفين ، و لموضوعات أبواب المعجم ، و للمصادر التي أخذ منها .
و إذا كانت بعض الموضوعات قد باتت معروفة لكثرة ما أُلّـف فيها كالمغازي و المولد و الشمائل و الحديث ، و قد بلغ ما ذكره المؤلف عن موضوع المولد مائة و ستين كتابا ، و ثلاثمائة و خمسة كتب عن السيرة ، و مائتين و ثمانية و أربعين كتابا عن الحديث الشريف و ما يتعلق به ، و مائتين و تسعين كتابا في مديح الرسول الأعظم ، و أربعة و سبعين مؤلفا في الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم - فإن بعض الموضوعات لم يتجاوز التأليف فيها أصابع اليدين ، و هي من الطرافة في الموضوع ، و الندرة في التداول ، و البحث في الجزئيات الصغيرة من حياة المصطفى - صلى الله عليه و سلم - ما يجعل القارئ يعجب للاستقصاء الذي حظيت به السيرة ، و الاستيعاب الذي ألمّ بأخص خصائص حياته صلى الله عليه و سلم ! كما في كتاب [ ختان النبي صلى الله عليه و سلم ] للكمال مجد بن طلحة (652) هـ
و كتاب [ العقد التام فيمن زوجه النبي عليه السلام ] ليوسف بن حسن بن عبد الهادي الدمشقي (909)هـ . و كتاب [ الأقسام التي أقسم بها النبي صلى الله عليه و سلم ] للحافظ عبد الغني المقدسي (600) هـ . و كتاب [ أعلام النبي ] لداود بن علي الأصفهاني (270) هـ
و لكن هل استوعب المعجم كل ما كتب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
أشار المؤلف إلى ذلك في المقدمة ، إذ قال : [ اجتهدت أن يتضمن هذا المعجم جُـلّ المصادر و التآليف قديمها و حديثها ] و أشار كذلك في نهاية الكتاب إلى أنه قد تجمع لديه أسماء مؤلفات أخرى قديمة و حديثة في أثناء صف المعجم ، واعدا بأن يستدركها فيما بعد ، بتذييل يخرجه بعد ذلك .
و نحسب أن تذييل المعجم الذي أشار إليه المؤلف سيحتاج إلى تذييل آخر بعد سنوات ؟! فشمس النبوة الساطعة لا تزال تنير دروب السالكين ، و تضيء في كل زمان و مكان جوانب من الحياة لم تكن في الحسبان ، و السيرة المحمدية العطرة لا تزال تفوح أشذاؤها ، و تجود القرائح ، و تدور المطابع ، و في كل يوم شيء جديد !
جزى الله المؤلف خير الجزاء فقد أمتعنا بأضاميم شذية من دوح النبوة ، و حسب هذا المعجم كما قال هو عنه : [ إذا لم يَحُز من الشرف إلا أنه أُلـف عن رسول الله ، و من الفائدة إلا أنه يوفر على كل باحث ، الكثير من الجهد و العناء لكفاه ]
حسبه بذلك رفعة و شرفا و مكانة ..