سمير الجندي في حوش الشاي
جميل السلحوت
عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس صدر في أيار 2013 كتاب"حوش الشاي" للكاتب المقدسي سميرالجندي، وهو عبارة عن أكثر من 80 نصّا أدبيا وأقاصيص، ويقع في 144 صفحة من الحجم المتوسط.
سمير الجندي: ولد في القدس القديمة في منتصف خمسينات القرن العشرين، وتشرّدت أسرته من قرية دير ياسين بعد تعرضها للمذبحة الشهيرة في 9 نيسان 1948.
صدرت له عدة كتب منها:
- الطوفان عام 2006.
- نبضات- نصوص أدبية- عام 2008.
- نبضات- نصوص 2008
- خلود- رواية عام 2009.
- باب العمود-مجموعة قصصية عام 2011
- الرواية الفلسطينية والتراث- دراسة عام 2011.
- درج الطابونة-مجموعة قصصية 2012.
وفي آذار 2011 قام سمير الجندي بتأسيس دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس، لتسد فراغا تعاني منه الأراضي الفلسطينية، وقد صدر عنها حتى الآن أكثر من 150 كتابا.
ونحن الآن بصدد اصداره الأخير"حوش الشاي" وهو مجموعة نصوص وأقاصيص. تدور أحداثها في القدس القديمة. و"حوش الشاي" الذي تحمل المجموعة اسمه هو الحوش الذي ولد وترعرع فيه الكاتب الجندي، وتمّ تشريده منه في حرب حزيران 1967 ليصير(كنيسا يهوديا، وحائطا يهوديا، ومدرسة للإرهابيين يطلقون عليها"عطيرات كوهنيم")ص9. وانتقل الى حوش البسطامي في القدس القديمة أيضا، ويستذكر حياة المحبة التي تعيشها الأسر التي تقطن الحوش، يستذكر لقطات جميلة من حياتهم في هذا الحوش المقدسي.ص8.
ويفتتح الكاتب الجنديّ مؤلفه هذا بنصّ قصصي جميل:"قصّة الأمس كانت جميلة جدّا،فلمن كتبتها؟
لها وحدها
فأنا لا أكتب إلّا عنها"ص5.
وهو هنا يؤكد بكلمات قليلة وبعاطفة صادقة، وبمعنى كبير بأنه يكتب عن عشيقة تتلبّسه، وهو مغرم بها الى حدّ التماهي، فهي العشيقة وهو العاشق، وهو بهذا لا يكتب إلّا عن هذه الحبيبة، ليغري القارئ بالدخول الى بقيّة النّصوص والأقاصيص، باحثا عن هذه الحبيبة التي تتلبس الكاتب، ليجد أنّها القدس الشريف، وقد صدق الكاتب قرّاءه، حيث أن النصوص جميعها عن القدس، جغرافيتها وتاريخها وأحداثها، وهذا يسجّل لصالح الكاتب. فالقدس تستحق الكثير، خصوصا وأنّها تتعرض الى الكثير الكثير من الويلات التي تشوّهها وتشوّه تاريخها وجغرافيتها وطابعها الثقافي.
ويلاحظ القارئ أن سمير الجندي يطوّر أدواته الفنّيّة في كلّ اصدار جديد له، وكنت أحبّذ لو أنه فصل الأقاصيص هنا عن الخواطر، لكن يبقى هذا خياره.
مع التأكيد أن هذه العجالة لا تغني عن قراءة الكتاب.