جريمة في شارع الملكة نازلي
محمد علي شاهين |
يحيى بشير حاج يحيى |
تأليف : محمد علي شاهين
رواية تاريخية معاصرة ،، شكلت جريمة اغتيال الإمام حسن البنا أبرز أحداثها ، و قد جاءت لتستعيد رسم صورة ناطقة مليئة بأدق التفاصيل عن النصف الأول من القرن الماضي ، حيث تبدو المشاهد و الأحداث منسابة بعفوية و حيوية ، خلال المدن الصامتة ، و الأرياف المنسية و الأحياء الشعبية في القاهرة ، وسط صخب المقاهي ، و همس الغرف المغلقة ، و ضحكات المترفين ، و أنين المقهورين ..
و قد نقلت بصدق و أمانة من ذاكرة شهود ما يزال بعضهم يعيش بيننا حيا ، أصدق المواقف و أبلغ الكلمات فالمشاهد لا زالت تحتفظ بحيويتها على الرغم من مر السنين ، حتى قطرات الدم لا زالت ساخنة ، وكذلك الثقوب التي حفرتها طلقات المسدس لا تزال بادية للعيان في شارع الملكة نازلي ، عندما أطفئت الأنوار ، و تقدم عدد من الرجال ليطلق أحدهم النار على الإمام الذي لم يمت .. فنقل إلى المستشفى [ قصر العيني ] ليترك و هو ينزف حتى صفي دمه ؟!
إلا أن الرواية كانت أوسع من هذه الحادثة ، فقد وقفت على حياة الإمام من الميلاد إلى الاستشهاد مع إبراز أهم المواقف في حياة الدعوة و الداعية ، و هي و إن نقلت من ذاكرة شهود ما يزال بعضهم أحياء ، فقد نقلت أيضا من مؤلفات و مذكرات ، بعضها كتبه تلاميذ الفقيد و إخوانه ، و بعضها خطه آخرون جذبتهم شخصية الإمام ..
و في هذه الرواية على كثرة أحداثها و تعدد شخصياتها حاول المؤلف أن يلتزم بالحقائق لأنه كما أشار في المقدمة يريد لروايته أن تنزع ما أحاط بشخصية بطل الرواية من طمس و استئصال و أن تصلح الصورة التي زيفها الإعلام المعادي على مدى سنوات طويلة ، و قد وظفت كثرة الشخصيات في إبراز الشخصية الرئيسة من خلال علاقتها بها سلبا و إيجابا !
و في هذه الرواية لا يكاذ يلمس القارئ أي نوع من أنواع السرد فقد كان اعتماد المؤلف على الحوار وحده و كان حوارا سلسا دون أن يتدخل بتعقيب أو تعليق ، و قد أوجد هذا الحوار حيوية تجعل القارئ يتابع أحداث الرواية من خلال مشاهد متتابعة على طريقة [ السيناريو ] فارتبط بعضها ببعض دون أي انقطاع زمني .